شروح أخصر المختصرات وحواشيه
17-03-2023
شرح الكتاب عِدَّة شروحٍ، منها:
1 - كشف المُخدَّرات والرياض المزهرات في شرح أخصر المختصرات: تأليف عبد الرحمن بن عبد الله البعلي (ت: 1192 هـ)، تلميذ أبي المواهب والتغلبي، اللذين هما من تلاميذ ابن بلبان صاحب المختصر، وهو أيضاً شقيق شارح أصل المختصر (الروض الندي شرح كافي المبتدي)، وقد ألَّف كشف المخدرات وله من العمر 28 سنة؛ حيث وُلد سنة 1110 هـ، وشَرَحَه سنة 1138 هـ.
قال ابن بدران: (وشرحُه هذا محررٌ منقَّحٌ، كثيرُ النفع للمبتدئين)[1].
وذكر الشيخ محمد السبيل المكي إمام المسجد الحرام رحمه الله: أن الشيخ عبد الله بن حميد (ت: 1402 هـ) كان يُثنِي كثيراً على هذا الشرح؛ لما احتواه من تحريرات دقيقة، وفوائد جمة نفيسة على اختصاره[2].
وذكر المعلمي في مقدمة تحقيقه لكشف المخدرات: (هذا الشرح لا يكاد يخرج عن المنتهى والإقناع بشرحيهما، وأنه يساير هذا تارة وهذا أخرى).
وقد طُبع الكتاب أولاً بتصحيح العلامة عبد الرحمن المعلمي اليماني، سنة 1370 هـ في المطبعة السلفية بمصر، وقد اعتمد على نسخة خطية واحدة.
ثم طُبع طبعة أخرى في المؤسسة السعيدية بالرياض، واعتمدوا على نسخة واحدة.
ثم طُبع طبعة ثالثة بتحقيق الشيخ محمد بن ناصر العجمي عن دار البشائر الإسلامية، سنة 1423 هـ، على أربع نسخ خطية، في مجلدين.
2 - شرح أخصر المختصرات، تأليف: عبد الوهاب بن محمد بن فيروز (ت: 1205 هـ)، ولم يُطبع.
3 - شرح أخصر المختصرات، تأليف: أحمد بن عبد الله بن عقيل العنزي (ت: 1234 هـ)، ولم يطبع.
4 - الفوائد المنتخبات شرح أخصر المختصرات، تأليف: عثمان بن جامع النجدي ثم الزبيري ثم البحريني (ت 1240 هـ).
قال شيخه محمد بن فيروز في ترجمته: (وشَرَحَ أخصر المختصرات شرحاً مبسوطاً، وجمع فيه من الفوائد زبدة كتب المذهب)[3].
وقال ابن حميد: (شرح مبسوط في نحو ستين كراساً، جمع فيه جمعاً غريباً)[4].
وقد طُبع بتحقيق الدكتور عبد السلام بن برجس آل عبد الكريم والدكتور عبد الله بن محمد بن ناصر البشر، عن مؤسسة الرسالة، بيروت، سنة 1424 هـ، في أربع مجلدات، وقد اعتمدا في التحقيق على نسخة خطية واحدة، وهي النسخة المحفوظة في مكتبة المخطوطات بوزارة الأوقاف الكويتية.
وطُبع أيضاً بتحقيق الدكتور خالد الشعيب، والدكتور نجيب الله كمالي، عن مكتبة الرشد في الرياض، سنة 1424 هـ، وقد اعتمدا على النسخة السابقة.
5 - حاشية على أخصر المختصرات، تأليف: عبد القادر بن بدران الدمشقي (ت: 1346 هـ).
قال الشيخ عبد الله بن خلف بن دحيان (ت: 1349 هـ): (وأما أخصر المختصرات، فهو مشروح بشرح مفيد جدًّا، من إملاء الشيخ عبد القادر بن بدران)[5].
وقال الشيخ بكر أبو زيد: (وهي حاشية نفيسة، اعتنى فيها بذكر بعض النوازل الفقهية، مُخرِّجاً لها على المذهب)[6].
وقد طُبعت في دمشق سنة 1339 هـ، بعناية ابن بدران نفسه كما تقدم، ثم في مصر سنة (1370 هـ)، ثم في بيروت سنة (1416 هـ).
ثم طُبعت مع أصلها أخصر المختصرات، بتحقيق الشيخ محمد بن ناصر العجمي.
6 - الدرر المبتكرات شرح أخصر المختصرات، تأليف: د. عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين، وأصله دروس علمية ألقاها على الطلبة، وهو من أنماط التأليف المبتكرة في هذا العصر.
طُبع سنة 1424 هـ، في مجلدين، بإعداد: محمد أمان الجبرتي.
7 - إيضاح العبارات في شرح أخصر المختصرات، تأليف: الشيخ صالح بن فوزان الفوزان، وأصله دروس علمية ألقاها على الطلبة.
طُبع عن دار العاصمة سنة (1432 هـ)، في ثلاث مجلدات.
8 - شرح أخصر المختصرات، إعداد: مركز التبيان للاستشارات.
9 - الدلائل والإشارات على أخصر المختصرات، تأليف: المحقِّقَينِ غفر الله لهما ولوالديهما وللمسلمين.
كما أن المختصر صار محَطَّ عناية المتأخرين، فشروحاته الصوتية كثيرة، مما يدل على عناية المعلمين والمتعلمين به، ومن تلك الشروح الصوتية [7]:
1 - شرح د. سامي الصقير.
2 - شرح د. محمد بن أحمد با جابر.
3 - شرح د. عبد السلام الشويعر.
4 - شرح: د. خالد المشيقح، ود. عبد الله السكاكر.
5 - شرح د. أحمد بازمول.
وصف النسخ الخطية اعتمدنا في تحقيق المختصر على أربع نسخ خطية، كلها - فيما يظهر - بخط المؤلف، وهي:
النسخة الأولى: نسخة الشيخ عبد الله الدحيان رحمه الله:
وهي نسخة بخط المؤلف، كُتب في آخرها:
(تمت هذه النسخة النافعة إن شاء الله تعالى بعون الله تعالى وحسن توفيقه نهار الأربعاء، سادس عشر شهر رمضان، سنة أربع وخمسين وألف، بقلم مؤلفها الفاني محمد البلباني الخزرجي الحنبلي عفا الله عنه بمنِّه).
وهي نسخة كاملة واضحة، كُتبت بخط جيد، مع الضبط والشكل لأكثر الكلمات.
عدد أوراقها (43) ورقة، محفوظة في مكتبة الموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف في دولة الكويت، رقم (204).
وكانت في أملاك أمين الدين النوري سنة 1074 هـ، كما هو في طُرة المخطوط.
ثم صارت وقفاً في أملاك الشيخ عبد لله بن خلف بن دحيان الحنبلي، كما في آخر المخطوط.
ورمزنا لها بـ (أ).
النسخة الثانية: نسخة دار الكتب القطرية:
وهي نسخة مصححة واضحة ملونة، حسنة الخط والشكل، وقد ضُبِط فيها أكثر الكلمات كسابقتها، وعدد أوراقها: (37) ورقة.
ومع جودة هذه النسخة من حيث التصحيح والتعليق والتحشية، إلا أنها قد سقط منها ما يقارب (6) ورقات في آخرها، ولذا لا يُعرف زمن كتابتها.
كما يوجد أثر رطوبات يسيرة على أطراف بعض الأوراق، مما جعل بعض الكلمات لا تظهر واضحة، وقد تكون غير ظاهرة أحياناً.
ويظهر أيضاً أن سقطاً كان في هذه النسخة، ثم قام أحدُ مُلَّاكِها بإكمال ذلك السقط، وذلك أن في الورقة (20/ب)، و (21/أوب) و (22/أ)، يتغير الخط والحبر تغيُّرًا ظاهراً، مع وجود أثر للسقط في تلك الأوراق.
ولعل الذي قام بإكمال ذلك النقص تلميذ عبد القادر التغلبي (1135 هـ)، صاحب نيل المآرب شرح دليل الطالب، حيث إن الخط الذي كُتب في الحاشية بخطه مقارب للخط الذي أُكمل الكتاب به.
ومما يميز هذه النسخة: أن خطها وتباعد الكلمات والسطور مطابق للنسخة السابقة التي هي بخط المؤلف، فيظهر - والله أعلم - أنها نسخة أخرى بخط المؤلِّف؛ لتطابُقِ الخط، ولا سِيَّما وأن المؤلف ابن بلبان عُرف بكثرة نسخه للكتب، فلا يُستغرب أن ينسخ هذا المختصر أكثر من مرة.
ويقوي ذلك: أن هذه النسخة دخلت في أملاك العلامة عبد القادر بن بدران، حيث كُتِب على ورقة العنوان: (دخل في ملك الفقير إلى الله تعالى وعفوه عبد القادر ابن أحمد بدران الدوماني الدمشقي الحنبلي، 20 رمضان سنة 1293 هـ).
وقام ابن بدران أيضاً بالتحشية على هذه النسخة، وهذه الحواشي التي هي بخط ابن بدران، نقلها من كتب الأصحاب المتأخرين الأخرى، ككتاب المؤلف الذي هو أصل هذا المختصر، وهو (كافي المبتدي)، وكتاب (نيل المآرب)، و (شرح العمدة)، وغيرها من كتب الأصحاب، وتارة يذيل التحشية باسمه وتارة يهمله، إلا أن خط التحشية ونوع الحبر والقلم واحد.
وإذا كانت هذه النسخة قد دخلت في ملك ابن بدران، فيغلب على الظن أنها النسخة التي ظفر بها من بقايا كتب جده أحمد بن مصطفى المعروف بالنعساني (ت 1281 هـ)، حيث قال في مقدمة حاشيته على أخصر المختصرات: (فظفرت من بقايا كتبه بكتاب (أخصر المختصرات)، بخطِّ مؤلفه العلامة المتقن المتفنن الشيخ محمد البلباني)[8] ، وهي النسخة التي اعتمدها ابن بدران في طباعته لأخصر المختصرات.
ويقوي ذلك أيضاً: أن هذه النسخة تناقلها علماء، وكتبوا عليها الحواشي والتعليقات، وقام ابن بدران بتصحيحها، فيبعد من ابن بدران أن يترك النسخة التي هي بخط المؤلف ويقوم بالتحشية والتصحيح والتعليق على نسخة أخرى.
ورمزنا لها بـ (ب).
النسخة الثالثة: نسخة المكتبة الأحمدية:
وهي بخط المؤلف أيضاً، وخطها وترتيب الكتاب والسطور مطابق للخطوط السابقة، وعدد أوراقها (44) ورقة، وقد جاء في آخرها: (تمت هذه النسخة المباركة النافعة إن شاء الله تعالى، وقد فرغ من كتابتها (1058) مؤلفها محمد الحنبلي البلباني الخزرجي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين آمين).
وهي محفوظة في المكتبة الأحمدية في طنطا بمصر، وقد كُتب في أولها في ورقة منفصلة ملصوقة على المخطوط: (وزارة الأوقاف، المكتبة المركزية للمخطوطات الإسلامية، العنوان: مختصر كافي المبتدي، الرقم العام: 148. الرقم الخاص: 366. المصدر: الأحمدي).
وهي نسخة كاملة واضحة، حسنة الخط كسابقتيها، مصححة مشكلة، وليس عليها حواش وتعليقات كالنسخة الثانية.
ورمزنا لها بـ (ج).
النسخة الرابعة: نسخة مكتبة مصطفى أفندي:
وهي نسخة مكتوبة بخط المؤلف أيضًا، كاملة واضحة، حسنة الخط ومصححة؛ كسابقتها، وعدد أوراقها (40) ورقة.
وتعتبر هذه النسخة أفضل النسخ السابقة، وهي آخرها نسخًا، إذ فرغ المؤلف من نسخها سنة (1063 هـ).
ومما يدل على تميز هذه النسخة على غيرها من النسخ، وأنها من آخر ما نسخه المؤلف رحمه الله: أن المؤلف وضَّح بعض العبارات الموهمة، وصحح بعض ما في تلك النسخ مما يحتمل خلاف المذهب، فمن ذلك:
1 - في كتاب البيع، قال في النسخ السابقة:
(وَحَرُمَ وَلَمْ يَصِحَّ: بَيْعُهُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَشِرَاؤُهُ عَلَى شِرَائِهِ، وَسَوْمُهُ عَلَى سَوْمِهِ)، وهذا يوهم أن السوم على سوم أخيه محرم ولا يصح معه البيع، وهو خلاف المذهب، ولذا صححها المؤلف في هذه النسخة فقال: (وَحَرُمَ وَلَمْ يَصِحَّ: بَيْعُهُ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ، وَشِرَاؤُهُ عَلَى شِرَائِهِ، وَحَرُمَ سَوْمُهُ عَلَى سَوْمِهِ)، فزال الإشكال.
2 - في الغصب: جاء في النسخ السابقة: (وَلَوْ غَصَبَ مَا اتَّجَرَ، أَوْ صَادَ أَوْ حَصَدَ بِهِ: فَمَهْمَا حَصَلَ بِذَلِكَ فَلِمَالِكِهِ)، وهذا خلاف ما في الإقناع، وغاية المنتهى، وكافي المبتدي، فإنهم نصُّوا على أن من غصب منجلًا فقطع به خشبًا أو حصد به حشيشًا فهو للغاصب، لا للمالك.
ولذا صحَّح المؤلف ذلك في هذه النسخة فقال: (وَلَوْ غَصَبَ مَا اتَّجَرَ، أَوْ صَادَ بِهِ: فَمَهْمَا حَصَلَ بِذَلِكَ فَلِمَالِكِهِ، وَمَا حَصَدَ بِهِ فَعَلَيْهِ أُجْرَتُهُ)
3 - في وليمة العرس: جاء في النسخ السابقة: (وَضَرْبٌ بِدُفٍّ مُبَاحٍ: فِيهِ، وَفِي خِتَانٍ، وَنَحْوِهِ)، وهذا موهم بأنه مسنون للرجال والنساء، وأما في هذه النسخة فقد زاد بعد ذلك قوله: (لِنِسَاءٍ).
4 - في العتق: جاء في النسخ السابقة: (وَلَا تَصِّحُ الْوَصِيَّةُ بِهِ، بَلْ بِالْمَوْتِ، وَهُوَ التَّدْبِيرُ)، وقد استشكل ذلك ابن جامع في الفوائد المنتخبات عند شرح هذه العبارة، فقال (3/ 255): (الذي يظهر أن هذه العبارة، وهي: عدم صحة الوصية بالعتق، غير صحيحة، أو على غير الصحيح من المذهب، وهذا المختصر إنما بني على الصحيح؛ لأن صحة الوصية بالعتق إذا خرج من الثلث أشهر من أن تذكر، ولو كانت النسخة بغير كتابة المصنف لقلت: تحريف من الناسخ، والله أعلم).
وقد أزال المؤلف هذا الاشكال في هذه النسخة، فقال: (وَيَصِحُّ تَعْلِيقُهُ بِالمَوْتِ وَهُوَ التَّدْبِيرُ)، وحذف ما يتعلق بالوصية به.
فهذه بعض المواطن التي ترفع من شأن هذه النسخة على باقي النسخ.
جاء في آخر هذه النسخة: (وقد منَّ الله الكريم بالفراغ من كتابة هذا المختصر نهار الثلاثاء، ثامن المحرم الحرام، سنة ثلاث وستين وألف، أحسن الله ختامها بخير، وكفى المسلمين فيها كلَّ همٍّ وضَيْرٍ، ببنان مؤلفها أحقر الورى، المفتقر إلى دعاء كل أحد لا سيما الفقراء، محمد بن بدر الدين بن عبد القادر الخزرجي البلباني الحنبلي عفا الله عنه، وغفر له ولوالديه ومشايخه ومحبيه ولجميع المسلمين، ونسأل الله أن ينفع به قارئه وسامعه وكاتبه ومطالعه، إن جوده عميم وفضله جسيم، وأن يتقبل أعمالنا ويغفر أوزارنا ويعتق رقابنا ويصلح علانيتنا وأسرارنا، وألا يؤاخذنا بتقصيرنا ولا بسوء أفعالنا، وأن يجعل باطننا كظاهرنا وسرنا كعلانيتنا، وأن يوفقنا لما فيه صلاحنا، ويجنبنا ما فيه هلاكنا، وأن يلحقنا بالسلف الصالح ساداتنا، وإن كنا مقصرين بأعمالنا، إنه أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين).
وقد جاءت هذه النسخة من ضمن مجموع فيه خمس رسائل، منها هذه الرسالة.
وهي نسخة محفوظة في مكتبة مصطفى أفندي، في المكتبة السليمانية في تركيا، ورقمها (297).
ورمزنا لها بـ (د).
[1] المدخل ص 228.
[2] مقدمة أخصر المختصرات بتحقيق محمد بن ناصر العجمي ص 10.
[3] علماء نجد خلال ثمانية قرون (5/ 110).
[4] السحب الوابلة (2/ 702).
[5] علامة الكويت الشيخ عبد الله الدحيان ص 191.
[6] المدخل المفصل (2/ 803).
[7] بعضها مكتمل، وبعضها غير مكتمل
[8] أخصر المختصرات مع حاشية ابن بدران ص 76.