سِفْرْ التثنية
15-03-2023
في الإصحاح الثالث والثلاثين، قال موسىٰ: «جاء الرب من سيناء ــ بلد موسىٰ ــ وأشرق من سعير ــ موطن عيسىٰ ــ، وتلألأ من جبل فاران ــ هي مكة ــ»، وهذه شبيهة بقول الله تعالىٰ: ﴿وَٱلتِّينِ وَٱلزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا ٱلْبَلَدِ ٱلْأَمِينِ﴾ [التِّين: 1-3]، فالتين والزيتون هي بلد عيسىٰ فلسطين، وطور سينين هي بلد موسىٰ مصر، والبلد الأمين بلد محمد ﷺ مكة.
إن فاران هي التي سكنها إسماعيل عليه السلام، وهذا في الإصحاح الحادي والعشرين، وإسماعيل إنما سكن في مكة.
وقال: «لترفع البرية ومدنها صوتها، الديار التي سكنها قيدار» وهو ولد إسماعيل عليه السلام، هذا في الإصحاح الخامس والعشرين.
قال: «لتترنّم سكان سالع» وهو جبل في المدينة، وهي جبال سَلَع «من رؤوس الجبال».
وفي قصة إسلام سلمان الفارسي قال عن نفسه: أنه كان قد رحل في طلب الحق إلىٰ الشام، ثم إلىٰ الموصل، ثم إلىٰ نصيبين، ثم إلىٰ عمّورية، فلما احتُضِر الأسقُف هناك قال له سلمان: إلىٰ أين؟ أي إلىٰ من أذهب؟ قال: يا بني، والله ما أعلمه بقي أحد علىٰ مثل ما كنا عليه آمرك أن تأتيه، ولكن قد أظلّك زمان نبي يبعث في الحرم، مهاجره بين حرّتين إلىٰ أرض سبخة ذات نخل، وإن فيه علامات لا تُخفىٰ، بين كتفيه خاتم النبوة، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، فإن استطعت أن تخلص إلىٰ تلك البلاد فافعل، إنه قد أظلّك زمانه، فكان رسول الله ﷺ([1]).
هذا هو سيد البشرية ﷺ، وخليل الرحمن جل وعلا نسأل الله تبارك وتعالىٰ أن يحشرنا تحت لوائه وبين يديه ﷺ.
آمين، آمين، آمين.
والله أعلىٰ وأعلم، وصلىٰ الله وسلم وبارك علىٰ نبينا محمد.