مزاحه ﷺ
15-03-2023
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قيل: يا رسول الله، إنك تداعبنا. قال: «إني لا أقول إلا حقاً»([1]).
وعن أنس رضي الله عنه قال: استحمل أعرابي رسول الله ﷺ([2]). فقال النبي ﷺ: «أنا أحملك علىٰ ولد الناقة». فقال الأعرابي: وما أصنع بولد الناقة يا رسول الله؟! فقال: «وهل تلد الإبل إلا النوق»([3]).
ظن الأعرابي أنه سيعطيه ولد الناقة الحوار الصغير.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سابقني النبي ﷺ فسبقته ما شاء الله، حتىٰ إذا رهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال: «هذه بتلك»([4]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله ﷺ يدلع لسانه للحسين فيرىٰ الصبي حمرة لسانه فَيَهِشُّ إليه. فقال له عيينة بن بدر: ألا أراك تصنع هذا، فوالله إني ليكون لي ولد قد خرج وجهه ما قَبَّلْتُهُ قط. فقال النبي ﷺ: «من لا يَرحم لا يُرحم»([5]).
وعن أم سلمة رضي الله عنها: أن أبا بكر رضي الله عنه خرج تاجراً إلىٰ بُصرىٰ قبل موت النبي ﷺ بعام أو عامين، ومعه نعيمان وسويبق بن حرملة وهما بدريان، كان سويبق علىٰ زادهم، فجاء نعيمان فقال: أطعمني. قال: لا، حتىٰ يأتي أبو بكر. وكان نعيمان مزّاحاً فقال: لأبيعنّك. ثم أتىٰ أناساً، فقال لهم: ابتاعوا مني غلاماً، ولكنه رجل ذو لسان، لعله يقول: أنا حُرٌّ، فإن كنتم تاركيه إذا قال ذلك فدعوني ولا تفسدوا عليّ غلامي. قالوا: لا، بل نبتاعه. فباعه بعشر قلائص([6])، ثم جاءهم فقال: هو ذا. فقال سويبق: هو كاذب، أنا رجل حُرٌّ. قالوا: قد أخبرنا بخبرك. وطرحوا الحبل عليه وربطوه وأخذوه.
فجاء أبو بكر فأخبروه فذهب وأصحاب له فردوا القلائص وأخذوا سويبقاً، فضحك النبي ﷺ([7]).
وعن أنس رضي الله عنه قال: إن رجلاً من أهل البادية كان اسمه زاهراً، وكان يهدي النبي ﷺ هدية من البادية، فيجهزه النبي ﷺ وقال: «إن زاهراً باديتنا، ونحن حاضرته».
وكان هذا الرجل دميماً فأتاه النبي ﷺ يوماً وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه وهو لا يبصره. فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت وعرف النبي ﷺ وجعل النبي ﷺ يقول: «من يشتري العبد؟». فقال: يا رسول الله، إذا والله تجدني كاسداً. قال: «ولكنك عند الله لست بكاسد» أو قال: «لكن عند الله أنت غالٍ»([8]).
وعن جرير قال: ما حجبني الرسول ﷺ منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم([9]).
هذا مزاحه ﷺ، وهو لا ينافي النبوة والهيبة التي له ﷺ.
([1]) أخرجه البخاري (6456)، ومسلم (2082).
([4]) أخرجه أبو داود (4998)، قال الإمام الذهبي: «حديث صحيح غريب».
([5]) أخرجه أحمد (26277)، قال الإمام الذهبي: «حديث صحيح».
([6]) أخرجه البخاري (5997)، ومسلم (2318).
([8]) أخرجه أحمد (26687)، قال الإمام الذهبي: «حديث حسن».
([9]) أخرجه أحمد (12648)، قال الإمام الذهبي: «حديث صحيح غريب».