كان أفصح خلق الله، وأعذبهم كلاماً، وأسرعهم أداء، وأحلاهم مَنْطِقاً، حتىٰ إن كلامه ليأخذ بمجامع القلوب ويسبي الأرواح.

قالت عائشة رضي الله عنها: ما كان رسول الله ﷺ يسرد سردكم هذا، ولكن كان يتكلم بكلام بيّن فصل يحفظه من جلس إليه([1]).

وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً ليُعقَل عنه، وكان إذا سلّم سلّم ثلاثاً([2]).

وكان طويل السكوت لا يتكلم في غير حاجة، ويتكلّم بجوامع الكَلِم، وكان لا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه، وإذا كَره شيئاً عُرِف في وجهه([3])، ولم يكن فاحشاً ولا متفحشاً([4]) ولا صخّاباً في الأسواق([5])، وكان جُلّ ضحكه التبسم بل كله التبسم، فكان نهاية ضحكه أن تبدو نواجذه.

 

([1])             أخرجه البخاري (3035).

([2])            أخرجه الترمذي (3639).

([3])            أخرجه البخاري (6244).

([4])            أخرجه البخاري (3562).

([5])            أخرجه البخاري (3559)، ومسلم (2321).