تركة النبي ﷺ
14-03-2023
عن عمر بن الحارث قال: ما ترك رسول الله ﷺ ديناراً ولا عبداً ولا أمة إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها وسلاحه([1]).
وأخيراً نقول: الكل يموت، العصاة يموتون والطائعون يموتون، الرسل يموتون وأعداء الرسل يموتون، المقربون والمبعدون، الأغنياء والفقراء، الكبار والصغار، الرجال والنساء، الكل يموت:
أين الأكاسرة الجبابرة الألىٰ
كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
مَنْ كُلُّ مَنْ ضاق الفضاءُ بجيشه
حتىٰ هوىٰ فحواه قبر ضيقُ
خرسٌ إذا نودوا كأن لم يعلموا
أن الكلام لهم حلال مطلقُ
والموت آت والنفوس نفائس
والمستغر بما لديه الأحمقُ
إن الله تبارك وتعالىٰ نقل نبيه ﷺ من هذه الدار الفانية إلىٰ النعيم الأبدي، في محلة رفيعة ودرجة عالية في الجنة لا أعلىٰ منها ولا أسمىٰ كما قال تعالىٰ: ﴿وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ ٱلْأُولَى وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضحىٰ: 4 ــ 5]، بعد ما أكمل أداء الرسالة التي أمره الله تعالىٰ بإبلاغها، ونصح أمته، ودلهم علىٰ خير ما يعلمه لهم، وحذرهم ونهاهم عما فيه مضرة عليهم في دنياهم وآخرتهم.
قال تبارك وتعالىٰ: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ ٱلْمَوْتِ﴾ [آل عمران: 185]، وقال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]. وقال: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي ٱللَّهُ ٱلشَّاكِرِينَ﴾ [آل عمران: 144]. وقال تبارك وتعالىٰ: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: 34]. وقال تعالىٰ: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: 88]. وقال: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو ٱلْجَلَالِ وَٱلْإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 26 ــ 27].