قدم الأشعث بن قيس في وفد كندة علىٰ رسول الله ﷺ في ثمانين أو ستين راكباً، فدخلوا علىٰ نبي الله ﷺ في مسجده، وقد رجّلوا جُـمَمَهُم([1]) وتسلحوا، فلما دخلوا عليه قال لهم النبي ﷺ: «أولم تسلموا؟». قالوا: بلىٰ. قال: «فما بال هذا الحرير في أعناقكم؟ فشُقُّوه». فَشَقَّوه ونزعوه وألقوه([2]). قال أشعث: قدمنا علىٰ رسول الله ﷺ وفد كندة لا يرون إلا أني أفضلهم، فقلت: يا رسول الله، ألستم منا؟ قال: «لا، نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفوا أمنا، ولا ننتفي من أبينا»([3])، وذلك أنه كان للنبي ﷺ جدة من كِندة.

 

([1])             أخرجه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (19/519)، والبيهقي في «الدلائل» (5/337).

([2])            أي: شعرهم.

([3])            أخرجه الطبري في «التاريخ» (2/200).