قدم علىٰ رسول الله ﷺ وفد طيء وفيهم زيد الخيل، وهو سيدهم، فلما انتهوا إلىٰ النبي ﷺ كلمهم وعرض عليهم الإسلام فأسلموا، وحسن إسلامهم. فقال ﷺ: «ما ذُكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل، فإنه لم يبلغ كل ما فيه»، ثم سمّاه الرسول ﷺ زيد الخير. فقطع له فيداً([1]) وأرضيْن معه، وكتب له بذلك.  وخرج من عند رسول الله ﷺ راجعاً إلىٰ قومه. فقال ﷺ: «إن ينْجُ زيد من حمىٰ المدينة» و«إن» هنا بمعنىٰ «لا» النافية، أي لن ينجو. فلما انتهىٰ إلىٰ ماء من ماء نجد يقال له: فَرْدَة، أصابته الحمىٰ فمات، فلما أحس بالموت قال:

أَمُرْتَحِل قومٌ مَشارق غَدوَة              

وأُتْرَك في بيت بِفَردَة منجدِ

ألا رُبَّ يومٍ لو مَرِضْتُ لعادني

                                         عَوائدُ من لم يَبْرَ منهن يَجهدِ([2])

 

([1])             أخرجه البخاري (4375)، ومسلم (2277).

([2])            مكان شرقي الجبل في طيء.