وفد بني حنيفة
14-03-2023
قدم وفد بني حنيفة إلىٰ النبي ﷺ وكان فيهم مسيلمة الكذاب. قال مسيلمة: إن جعل لي محمدٌ الأمر من بعده اتبعته، فقدم مع بشرٍ كثير من قومه، فأقبل النبي ﷺ ومعه ثابت بن قيس بن شماس ومع النبي ﷺ قطعة من جريد([1]) حتىٰ وقف علىٰ مسيلمة، فقال لمسيلمة: «إن سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها، ولن تعدوَ أمر الله فيك ولئن أدبرت» أي عن الإسلام «ليعقرنّك الله، وإني أُراك الذي أُريت فيه ما أُريت، وهذا ثابت يجيبك عني»، ثم انصرف وتركه([2]).
قال ابن عباس رضي الله عنهما: سألت النبي ﷺ عن قوله: «إنك الذي أريت فيه ما أريت»، فماذا تريد بهذا القول؟ فأخبرني أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: «بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب، فأهمني شأنهما، فأوحي إليَّ في المنام أن انفخهما، فنفختهما فطارا، فأولتهما كذابيْن يخرجان من بعدي»([3]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «بينما أنا نائم إذ أتيت بخزائن الأرض، فوضع في يدي سواران من ذهب فكبُرا عليَّ وأهمّاني، فأوحي إليَّ أن انفخهما، فنفختهما فذهبا، فأولتهما الكذابيْن الذيْن أنا بينهما، صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة»([4])، أي الأسود العنسي ومسيلمة الكذاب.
ومع ما قال مسيلمة للنبي ﷺ وما قاله عامر بن الطفيل إلا أن النبي ﷺ ما قتلهما؛ لأنهما من الوفود والرسل، والرسل لا تُقتل، كما أن النبي ﷺ لا يغدر.
([3]) أخرجه البخاري (4373)، ومسلم (2273)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.