عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: جلس إلىٰ رسول الله ﷺ قيس بن عاصم، والزبرقان بن بدر، وعمرو بن الأهتم التميميون، ففخر الزبرقان فقال: يا رسول الله، أنا سيد تميم، والمطاع فيهم والمجاب، أَمْنَعُهم من الظلم، وآخذ لهم بحقوقهم، وهذا يعلم ذلك. يقصد عمرو بن الأهتم.

فقال عمرو بن الأهتم: إنه لشديد العارضة([1])، مانع لجانبه([2])، مطاع في أدْنيْه([3]). فقال الزبرقان: والله يا رسول الله، لقد علم منّي غير ما قال، وما منعه أن يتكلم إلا الحسد.

فقال عمرو بن الأهتم: أنا أحسدك! فوالله إنك للئيم الخال، حديث المال، أحمق الوالد، مضيّعٌ في العشيرة([4]). والله يا رسول الله، لقد صدقت فيما قلت أولاً، وما كذبت فيما قلت آخراً، ولكني رجل إذا رضيت قلت أحسن ما علمت، وإذا غضبت قلت أقبح ما وجدت، ولقد صدقت في الأولىٰ والأخرىٰ جميعاً. فقال ﷺ: «إن من البيان لسحراً»([5]).

 

([1])             أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (5/300 ــ 304).

([2])            الخصومة.

([3])            قوي يدفع من بقربه.

([4])            يطيعه الأقربون منه.

([5])            لا تطيعك العشيرة كلها.