وفد بني عامر ومحاولة اغتيال النبي ﷺ
14-03-2023
وفيهم عامر بن الطفيل وأربد بن قيس وجبار بن سلمة، وكان هؤلاء رؤساء القوم وشياطينهم، فقدم عدو الله عامر بن الطفيل علىٰ رسول الله ﷺ وهو يريد الغدر به، فقال له قومه: يا عامر، إن الناس قد أسلموا. فقال: والله قد كنت آليْتُ ألا أنتهي حتىٰ تتبع العرب عقبي وأنا أتبع عقب هذا الفتىٰ من قريش، ثم قال لأربد: إذا قدمنا علىٰ الرجل، فإني شاغلٌ عنك وجهه، فإذا فعلت ذلك فاعْلُه بالسيف.
فلما قدموا علىٰ رسول الله ﷺ قال عامر: يا محمد، خالِني([1])، فقال النبي ﷺ: «لا والله، حتىٰ تؤمن بالله وحده». قال: يا محمد، خالِني. قال: «حتىٰ تؤمن بالله وحده لا شريك له». فلما أبىٰ عليه رسول الله ﷺ، قال له: أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً. فلما خرج وولىٰ قال رسول الله ﷺ: «اللَّهم اكفني عامر بن الطفيل».
فلما خرجوا من عند رسول الله ﷺ قال عامرٌ لأربد: ويحك يا أربد أينما كنتُ أمرتك به؟ والله ما كان علىٰ وجه الأرض أخوف عندي علىٰ نفسي منك، وأيم الله لا أخافك بعد اليوم أبداً. فقال له أربد: لا أباً لك، لا تعجل علي، فوالله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دخلت بيني وبين الرجل، أفأضربك بالسيف؟([2]).
ثم خرجوا راجعين إلىٰ بلادهم حتىٰ إذا كانوا ببعض الطريق، بعث الله علىٰ عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه، فقتله الله تبارك وتعالىٰ في بيت امرأة من بني سلول وهم من أذل العرب وأضعفهم. فقال عامر بن طفيل: أغُـدّة كغُدة الإبل وموت في بيت سلولية!!([3]) ثم خرج فمات في الطريق([4]).
وفي «صحيح البخاري» أن عامر بن الطفيل أتىٰ النبي ﷺ، فقال للنبي ﷺ: أُخَيِّرك بين ثلاث خصال، يكون لك أهل السهل ويكون لي أهل المَدَر، أو أكون خليفتك من بعدك، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء([5]). فطعن في بيت امرأة فقال: أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني فلان، إيتوني بفرسي. فركب ومات علىٰ ظهر فرسه([6]).
([1]) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/710)، وأصله في البخاري (5146).
([3]) كلما قررت لأرفع السيف لأقتله وإذا أنت في وجهي فلو ضربت لضربتك.