المتخلفون عن تبوك
14-03-2023
في غزوة تبوك تخلّف جماعة من المسلمين عن رسول الله ﷺ، وهم علىٰ خمسة أقسام:
الأول: تخلفوا عن الرسول ﷺ بأمره، فهم مأمورون مأجورون، كعلي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة رضي الله عنهما وغيرهما.
الثاني: متخلفون معذورون، وهم المرضىٰ والضعفاء، ويدخل فيهم النساء والصبية والشيوخ.
الثالث: مقلّون فقراء وهم البكاؤون، كأمثال: علبة بن زيد وغيره، الذين قال تعالىٰ فيهم: ﴿لَيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى ٱلْمَرْضَى وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ﴾ [التوبة: 91 ــ 92].
الرابع: مذمومون، وهم المنافقون الذين تخلفوا عن الرسول ﷺ، كجد بن قيس الذي قال: ائذن لي ولا تفتني، والذين قالوا لأصحابهم لا تنفروا في الحر.
الخامس: عصاة مذنبون، أخطؤوا وهم قسمان:
القسم الأول: أبو لبابة وأصحابه، فعن ابن عباس في قول الله تبارك وتعالىٰ: ﴿وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى ٱللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ([1])«من هؤلاء؟». قالوا: أبو لبابة وأصحابه تخلفوا عنك حتىٰ تطلقهم وتعذرهم. قال: «، و﴿عَسَى﴾ من الله أي واجب علىٰ الله جل وعلا أوجبه علىٰ نفسه، وهنا معناها أنه تاب عليهم، فلما أُنزلت هذه الآية أرسل إليهم رسول الله ﷺ، فأطلقهم وعذرهم. فجاؤوا بأموالهم وقالوا: يا رسول الله، هذه أموالنا تتصدق بها عنا واستغفر لنا. فقال: ما أمرت أن آخذ أموالكم، فأنزل الله تعالىٰ: ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [التوبة: 103]([2]).
القسم الثاني: وهم الذين قال الله تبارك وتعالىٰ فيهم: ﴿ وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ ٱللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 106]، وهم الثلاثة الذين لم يربطوا أنفسهم.