الأولى: وفي تبوك أصبح الناس مع رسول الله ﷺ وليس معهم ماء، فقام ﷺ فاستسقىٰ لهم، فأرسل الله تبارك وتعالىٰ سحابة فأمطرت حتىٰ ارتوىٰ الناس واحتملوا حاجتهم من الماء.

الثانية: ضلّت ناقة النبي ﷺ فقال زيد بن الصيْت وكان منافقاً: أليس يزعم أنه نبي ويخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته؟

فقال رسول الله ﷺ: «إنّ رجلاً يقول كذا وكذا»، ثم قال: «وإني والله لا أعلم إلا ما علّمني الله».

[أين الذين يزعمون أن النبي ﷺ يعلم الغيب؟ أين الذين يزعمون أن النبي ﷺ يعرف أحوالهم وما يحدث لهم؟ إن هذا والله من الباطل].

قال ﷺ: «وقد دلّني الله عليها وهي في الوادي في شِعب كذا وكذا، وقد حبستها شجرة بزمامها([1]). فانطلِقوا حتىٰ تأتوني بها»، فانطلَقوا وأتوْه بها ﷺ([2]).

ولهذا لا يجوز إذا سئل إنسان أن يقول: الله ورسوله أعلم إلا في الأمور الشرعية، أما في أمور الدنيا فيقول: الله وحده أعلم.

 

([1])             حبلها تعلّق بشجرة.

([2])            أخرجه الطبري في «التاريخ» (3/106).