كُن أبا خيثمة
14-03-2023
رجع أبو خيثمة إلىٰ أهله في يوم حار بعد أن سار الرسول ﷺ أياماً، فوجد امرأتين له في عريشين([1]) لهما في حائط، وقد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردته له، وهيأت له فيه طعاماً. فلما دخل إلىٰ عريشه ليجلس قام علىٰ باب العريش فنظر إلىٰ امرأتيه وما صنعتاه له، فقال: رسول الله ﷺ في الضحِّ([2]) والريح والحر، وأبو خيثمة في ظلٍ بارد، وطعام مهيأٍ، وامرأة حسناء في ماله مقيم، ما هذا بالنَّصَف([3])!! ثم قال: والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتىٰ ألحق برسول الله ﷺ، فهيّئا لي زاداً، ففعلتا، ثم قدّم ناضحه([4])، فارتحل وخرج خلف رسول الله ﷺ حتىٰ أدركه في تبوك.
ولقي في الطريق عمير بن وهب الجمحي، فقال أبو خيثمة: إن لي ذنباً فلا عليك أن تتخلّف عني حتىٰ آتي رسول الله ﷺ([5])، ففعل حتىٰ إذا دنا أبو خيثمة من النبي ﷺ وهو نازلٌ بتبوك قال الناس: هذا راكب علىٰ الطريق مقبل، فقال رسول الله ﷺ: «كن أبا خيثمة».
قالوا: يا رسول الله هو والله أبو خيثمة. فلما أناخ بعيره، أقبل فسلّم علىٰ رسول الله ﷺ. فقال له ﷺ: «أولىٰ لك يا أبا خيثمة». فأخبر رسول الله ﷺ خبره، فقال له رسول الله ﷺ خيراً، ودعا له بخير([6]).
([1]) مكان الجلوس فوقه جريد النخل.