أما الغنائم فكانت شيئاً عجيباً، بلغت ستة آلاف من السبي وأربعة وعشرون ألفاً من الإبل، وأربعين ألفاً من الغنم، وأربعة آلاف أوقية فضة، فأمر النبي ﷺ بجمعها، ثم حبس الغنائم جميعاً في الجِعْرانة([1])، ولم يقسمها حتىٰ ذهب إلىٰ الطائف ﷺ، وكان من ضمن السبي الشيماء أخت النبي ﷺ من الرضاعة.

دخل المشركون الطائف بقيادة مالك بن عوف وتَحَصَّنوا بها، ولحق بهم النبي ﷺ وحاصرهم، واستمر الحصار أربعين يوماً، ونصب النبي ﷺ كما هو مشهور المنجنيق علىٰ أهل الطائف ورماهم به، ثم نادىٰ منادي النبي ﷺ: أيّما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر([2]). فخرج إليه ثلاثة وعشرون عبداً، منهم أبو بكرة الثقفي.

وكان أهل الحصن استعدوا بذلك، وكان عندهم ما يكفيهم سنة كما قيل. عندها أَذَّنَ النبي ﷺ بالناس: «إنّا قافلون غداً إن شاء الله». فثقل ذلك عليهم، فقالوا: يا رسول الله، نذهب ولا نفتح الحصن، فكيف ذلك؟ فقال النبي ﷺ: اغدوا إلىٰ القتال. فغدوْا إلىٰ القتال فأصابهم جراح. فقال رسول الله ﷺ: «إنّا قافلون غداً». فسروا بذلك. فتبسم النبي ﷺ([3]).

وقيل: يا رسول الله، ادعُ علىٰ ثقيف. فقال: «اللَّهم اهد ثقيفاً وائت بهم»([4]).

 

([1])             ويقال: الجِعِرَّانة.

([2])            أخرجه أحمد بنحوه (1/248)، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

([3])            أخرجه البخاري (4325)، ومسلم (1778)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

([4])            أخرجه الترمذي (3942)، من حديث جابر رضي الله عنه.