هزيمة ثقيف
14-03-2023
انتهت المعركة وانتصر المسلمون في نهايتها، وكان ما أخبر به النبي ﷺ أنهم سينتصرون، وهرب أكثر ثقيف إلىٰ الطائف، وبعضهم ذهب إلىٰ مكان يقال له: نخلة، وطائفة إلىٰ مكان يقال له: أوطاس.
فأرسل النبي ﷺ طائفة إلىٰ أوطاس يقودهم أبو عامر الأشعري، قال أبو موسىٰ الأشعري رضي الله عنه: لما فرغ النبي ﷺ من حنين بعث أبا عامر علىٰ جيش إلىٰ أوطاس، فقتل دريد بن الصمّة وهزم الله أصحابه. وبعثني مع أبي عامر، ورماه جشميّ بسهم فأثبته في ركبته. فقلت: يا عم من رماك؟ فأشار إليه وقال: ذاك قاتلي الذي رماني. قال أبو موسىٰ: فقصدت له فلحقته، فلما رآني ولَّىٰ فاتبعته، فجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت؟! فَكَفَّ، فاختلفنا ضربتين بالسيف فقتلته، ثم قلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك. قال: فانزع هذا السهم. فنزعته، فنزل منه الماء. فقال: يا ابن أخي أقرئ النبي ﷺ السلام، وقل له يستغفر لي.
ثم استخلفني أبو عامر علىٰ الناس، فرجعت ودخلت علىٰ النبي ﷺ في بيته علىٰ سرير مُرْمَلٍ([1]) وعليه فراش قد أثر السرير بظهره وجنبه. فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقلت له ما قال أبو عامر. فدعا النبي ﷺ بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: «اللَّهم اغفر لعبيد أبي عامر». ورأيت بياض إبطيه ــ أي بالغ في رفع يديه ــ، ثم قال: «اللَّهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلْقِك من الناس». فقال أبو موسىٰ: ولي فاستغفر. فقال: «اللَّهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مُدخلاً كريماً».
قال أبو بردة ابن أبي موسىٰ: إحداهما لأبي عامر، والأخرىٰ لأبي موسىٰ([2])، أي الدعاء الذي دعا به النبي ﷺ.