المفاجأة
14-03-2023
بعض الناس لما رأىٰ العدد الكبير للمسلمين قال: لن نُغلب اليوم من قلة.
ومالك بن عوف سبق المسلمين إلىٰ حنين، فأدخل جيشه بالليل في الوادي، وفرّق كُمناءه وهم جماعة من الجيش مختبأة بالطرق والمداخل، وأصدر إليهم أمره بأن يرشقوا المسلمين بالسهام أول ما يطلعون عليهم، ثم يشدوا شدة رجل واحد. وفي دخول الفجر، كان المسلمون قد دخلوا وادي حنين وشرعوا ينحدرون فيه وهم لا يشعرون بوجود الكمناء، فبينما هم ينحطّون وإذا النبال تمطر عليهم السهام في كل مكان، ثم جاءت خيل العدو وشدّت علىٰ المسلمين شدة رجل واحد.
يقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه: لما استقبلنا وادي حنين انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف، حطوط([1])، إنما ننحدر فيه انحداراً، وفي الصبح كان القوم قد سبقونا وكمنوا في شعابه ومضايقه.([2])
بعد ذلك انتشرت موجة من الفزع بين المسلمين، فتبعثرت الصفوف، واستغل رجال مالك هذا الارتباك، فهجمت كتائبهم وحملت الخيل علىٰ من أمامها، فانكفأ المسلمون مهزومين لا يلوي أحد علىٰ أحد، وركبت الإبل بعضها علىٰ بعض، لا يدرون ماذا يفعلون، وثبت مع النبي ﷺ بعض المهاجرين والأنصار.
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: كنت مع النبي ﷺ يوم حنين، فولىٰ عنه الناس، وثبت معه ثمانون رجلاً من المهاجرين والأنصار([3]).
وقال ابن عمر: لقد رأيتنا يوم حنين وإن الناس لمولينا وما مع رسول الله ﷺ مئة رجل([4]).