ولما أراد النبي ﷺ الخروج من مكة تبعته ابنة حمزة بن عبد المطلب ــ عم النبي ﷺ ــ واسمها عمارة. وتناديه: يا عم يا عم.

وفي قولها لنبي الله ﷺ: يا عم، وهي ابنة عمه؛ لأنه عمها من الرضاعة، حيث إن النبي ﷺ أرضعته فهيرة مولاة أبي لهب، وكذلك أرضعت حمزة، وإما نادته كذلك لفارق السن بينها وبين النبي ﷺ.

وقد كان حمزة هاجر من مكة وترك ابنته مع أمها، فتناولها علي رضي الله عنه، ثم اختصم فيها مع جعفر وزيد بن حارثة، كلٌ منهم يريد أن يربيها، فحكم النبي ﷺ بينهم وقال لعلي: «أنت مني وأنا منك». وقال لجعفر: «أشبهت خَلْقِي وخُلُقي». وقال لزيد: «أنت أخونا ومولانا»([1]).

ولكن النبي ﷺ قضىٰ فيها لجعفر بن أبي طالب، فعلي طالب بها لأنه ابن عمها وزوجته فاطمة بنت عمها، وزيد طالب بها لأنه آخىٰ النبي ﷺ بينه وبين حمزة في المدينة، وهما يتوارثان قبل أن تنزل أحكام المواريث.

أما جعفر فهو ابن عمها وزوجته أسماء بنت عُمَيْس خالتها؛ لأن أمها سلمىٰ بنت عميس أخت أسماء. فقال الرسول ﷺ: «الخالة بمنزلة الأم»؛ وذلك أن الرجل لا يجوز له أن يجمع بين البنت وخالتها، فحكم بها لجعفر.

وقد قيل للنبي ﷺ: ألا تتزوجها؟ أي بنت حمزة، فقال: «لا، إنها ابنة أخي من الرضاعة»([2]).

 

([1])             أخرجه البخاري (2699).

([2])            أخرجه البخاري (4005)، من حديث البراء رضي الله عنه.مكان قريب من مكة.