مواقف وعبر
13-03-2023
أرصد رسول الله ﷺ رجلين ربيأة للمسلمين([1])، وهما عبّاد بن بشر وعمّار بن ياسر، فنام عمّار وجلس عبّاد يصلي، فجاء رجل من المشركين ورمىٰ عبّاداً وهو يصلي، فنزعه واستمر في صلاته، فرشقه بسهم آخر فنزعه واستمر في صلاته، فرماه بالثالث فلم ينصرف حتىٰ سلّم رضي الله عنه، فأيقظ صاحبه فلما رآه قال: سبحان الله هلّا نبهتني.
قال: إني كنت في سورة فكرهت أن أقطعها([2]).
وفي هذه السنة استعمل رسول الله ﷺ رجلاً من الأنصار علىٰ سرية بعثهم وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوه، فأغضبوا أميرهم فقال لهم: اجمعوا لي حطباً. فجمعوا له. فقال: أوقدوا ناراً. فأوقدوا. ثم قال: ألم يأمركم رسول الله ﷺ أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا: بلىٰ. قال: فادخلوها.
وهذا أمر عجيب جداً لأنه فهم أنه طالما أن النبي ﷺ أمرهم بالسمع والطاعة له إذاً يطيعونه في كل شيء حتىٰ لو كان في معصية الله تبارك وتعالىٰ.
فنظر بعضهم إلىٰ بعض وقالوا: إنما فررنا إلىٰ رسول الله ﷺ هرباً من النار لا لكي نسقط فيها. قال: فسكن غضبه. فلما قدموا علىٰ النبي ﷺ ذكروا ذلك فقال: «لو دخلوها ما خرجوا منها إنما الطاعة في المعروف»([3]).
([2]) والمشهور أنه كان يقرأ سورة الكهف.
([3]) أخرجه البخاري (7145)، ومسلم (1840)، من حديث علي رضي الله عنه.