عدالة الإسلام
13-03-2023
أخرج البخاري ومسلم([1]) عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: إن نفراً من عُكل([2]) ثمانية قدموا علىٰ رسول الله ﷺ فبايعوه علىٰ الإسلام، فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم، فشكوا ذلك إلىٰ رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «ألا تخرجون مع راعينا في إبله، فتصيبون من أبوالها وألبانها؟»([3]).
فقالوا: بلىٰ. فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها فصحّوا.
ولكن كيف كان جزاء هذا المعروف؟ فقتلوا الراعي وطردوا الإبل. فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فبعث في آثارهم، فأُدركوا فجيء بهم، فأمر بهم ﷺ فقطعت أيديهم وأرجلهم وسُمِرت أعينهم([4])، ثم نبذوا في الشمس حتىٰ ماتوا.
هذا عقاب من يفسد في الأرض، والله تبارك وتعالىٰ قال: ﴿ وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ ٱلنَّفْسَ بِٱلنَّفْسِ وَٱلْعَيْنَ بِٱلْعَيْنِ وَٱلْأَنْفَ بِٱلْأَنْفِ وَٱلْأُذُنَ بِٱلْأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ﴾ [المائدة: 45].
قال أنس: إنما سَمَل أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء، فهم بدؤوا بهذا، فعاملهم النبي ﷺ بجنس عملهم، وذلك أنهم اعتدوا فاعتدىٰ عليهم بمثل ما اعتدوا، وإن كان الاعتداء الثاني ليس اعتداء في حقيقته، وإنما هو قصاص.
([1]) «صحيح البخاري» (1671)، «صحيح مسلم» (1671).
([3]) وأبوال الإبل طاهرة علىٰ الصحيح من أقوال أهل العلم، وكذا كل مأكول اللحم.