مكاتبة النبي ﷺ للملوك
13-03-2023
بعد صلح الحديبية راسل النبي ﷺ الملوك والأمراء يدعوهم إلىٰ الله تبارك وتعالىٰ، وأرسل ﷺ رسائل كثيرة نذكر منها رسالتين:
الأولى: رسالته إلىٰ كسرىٰ:
جاء فيها: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلىٰ كسرىٰ عظيم فارس، سلام علىٰ من اتبع الهدىٰ وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أدعوك بدعاية الله، فإني أنا رسول الله إلىٰ الناس كافة، لينذر من كان حياً، ويحق القول علىٰ الكافرين، فأسلم تسلم، فإن أبيت فإن إثم المجوس عليك».
واختار النبي ﷺ لحمل هذا الكتاب عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه، فدفعه السهمي إلىٰ عظيم البحرين، ولما وصل الكتاب إلىٰ كسرىٰ مزقه، وقال في غطرسته عن رسول الله ﷺ: عبد حقير من رعيتي يكتب اسمه قبلي. فلما بلغ ذلك رسول الله ﷺ قال: «مزّق الله ملكه». وقد كان كما قال.
وقد كتب كسرىٰ إلىٰ باذان عامله علىٰ اليمن: ابعث إلىٰ هذا الرجل الذي بالحجاز رجلين من عندك جَلدين فليأتياني به، فاختار باذان رجلين من عنده وبعثهما بكتاب إلىٰ رسول الله ﷺ يأمره أن ينصرف معهما إلىٰ كسرىٰ، وهذا أمر عجيب من هذا الرجل وهو كسرىٰ، فهو استهان بأمر العرب، فلم يرسل جيشاً بل ولا سرية صغيرة لتأتي برسول الله ﷺ، وإنما يرسل رجلين اثنين ليأتياه برسول الله ﷺ، هكذا نظرة فارس والروم إلىٰ العرب كانوا يحتقرونهم ولا يعدونهم شيئاً، فأعزّهم الله جل وعلا بالإسلام، فما هي إلا سنوات قليلة إلا وقد ظهر الإسلام وأنهىٰ الله جل وعلا دولة فارس كلها، فهذا فضل الله سبحانه وتعالى.
وقد جاء في الحديث([1]): أن هذين الرجلين جاءا إلىٰ النبي ﷺ وقد حلقا لحيتيهما وأطلقا شاربيهما، فلما رآهما النبي ﷺ صدّ عنهما وكره أن ينظر إليهما، ثم قال: «من أمركما بهذا؟» وهو إطلاق الشارب وحلق اللحية. قالا: ربنا([2])، فقال النبي ﷺ: «أمّا ربي فأمرني أن أُعفي لحيتي، وأن أحف شاربي»، فهذه سنة النبي ﷺ وهذا هديه.
الثانية: رسالته إلىٰ هرقل:
أخرج الإمام البخاري([3]) رحمه الله: عن عبد الله بن عباس أن أبا سفيان بن حرب أخبره([4]).
قال أبو سفيان: كنا تجاراً بالشام([5])، وأنه أرسل إليه هرقلُ وإلىٰ من كان معه في المدة التي كان رسول الله ﷺ مادّ فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأتوه وهو بإيلياء([6])، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ودعا بترجمانه([7]). فقال: أيكم أقرب نسباً بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي([8])؟ فقال أبو سفيان: أنا أقرب الناس نسباً.
فأبو سفيان هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، والنبي ﷺ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، فوالد أبي سفيان الرابع عبد شمس، وووالد النبي ﷺ الرابع هاشم، وهاشم وعبد شمس أخوان توأم، أبوهما عبد مناف.
فقال: أدنوه منّي. قال: وقَرِّبوا أصحابه واجعلوهم عند ظهره، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل عن هذا الرجل، فإن كذبني فكذبوه. قال أبو سفيان: فوالله لولا الحياء من أن يأثروا عليَّ كذباً لكذبت([9]). ثم كان أول ما سألني عنه قال: كيف نسبه فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب. وفي رواية أنه قال: هو من أوسطنا نسباً.
أي من أفضلنا نسباً، وأوسط الشيء أفضله فالجوهرة في العقد: واسطة العقد، وكذلك يقال عن صلاة العصر: الصلاة الوسطىٰ، كما قال الله تبارك وتعالىٰ: ﴿ حَافِظُوا عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ وَٱلصَّلَاةِ ٱلْوُسْطَى﴾ [البقرة: 238] أي الفُضلىٰ.
قال هرقل: فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا.
قال: هل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا.
قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم.
قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون.
قال: فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا.
قال: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا.
قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن منه في مُدّة لا ندري ما هو فاعل فيها.
قال أبو سفيان: ولم تمكني كلمة أُدخل فيها شيئاً غير هذه الكلمة([10]).
قال: فهل قاتلتموه؟ قلت: نعم.
قال: فكيف كان قتالكم إياه؟ قلت: الحرب بيننا وبينه سجال، ينال منّا وننال منه.
قال: بماذا يأمركم؟ قلت: يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، واتركوا ما يقول آباؤكم، وكذلك يأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
قال هرقل للترجمان: قل له: سألتك عن نسبه؟ فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تبعث في نسب قومها([11]).
قال: وسألتك هل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ قلت: لا. فقلت: لو كان أحد قال هذا القول قبله لقلت: إنه رجل يأتسي بقول قيل قبله.
وسألتك: هل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا. قلت: فلو كان من آبائه من ملك، قلت: رجل يطلب مُلك آبائه.
وسألتك: فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب علىٰ الناس ويكذب علىٰ الله([12]).
وسألتك: أشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم اتبعوه، وهم أتباع الرسل.
وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتىٰ يتم. وفي رواية: وكذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب.
وسألتك: أيَرْتَدُّ أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب.
وسألتك: هل يغدر؟ فذكرت أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر.
وسألتك: بماذا يأمركم؟ فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئاً، وينهاكم عن عبادة ،الأوثان ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
ثم قال: فإن كان ما تقول حقاً فَسَيَمْلك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم([13]).
قال هرقل: فلو أني أعلم أني أخلص إليه لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه([14]).
ثم دعا بكتاب رسول الله ﷺ الذي بعث به دحية إلىٰ عظيم بصرىٰ فدفعه إلىٰ هرقل، فقرأه فإذا فيه: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلىٰ هرقل عظيم الروم، سلام علىٰ من اتبع الهدىٰ، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تَسْلَم، يؤتك الله أجرك مرتين([15])، فإن توليت، فإن عليك إثم الأريسيين([16])»، ثم قال: ﴿قُلْ يَاأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ ٱللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا ٱشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64].
قال أبوسفيان: فلما قال ما قال وفرغ من قراءة الكتاب كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات، وأُخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمِر أمْر([17]) ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بني الأصفر([18]).
يقول: فما زلت موقناً أنه سيظهر حتىٰ أدخل الله عليّ الإسلام([19])، وكان ابن الناطور صاحب إيلياء سُقفاً علىٰ نصارىٰ الشام وهو صديق لهرقل، وكانا ينظران في النجوم يحدّث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوماً خبيث النفس، فقال بعض بطارقته([20]): قد استنكرنا هيئتك، قال ابن الناطور: وكان هرقل حزاءً ينظر في النجوم([21])، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختان ظهَر، فمن يختتن من هذه الأمة؟ قالوا: ليس يختتن إلا اليهود، فلا يهمنّك شأنهم واكتب إلىٰ مدائن ملكك، فيقتلوا من فيهم من اليهود.
يقول: فبينما هم علىٰ أمرهم أُتي هرقل برجل أرسل به ملك غسان يخبر عن خبر رسول الله ﷺ، فلما استخبره هرقل قال: اذهبوا وانظروا أمختتن هو أم لا؟ فحدثوه أنه مختتن، وسأله عن العرب؟ فقال: هم يختتنون، فقال هرقل: هذا ملك هذه الأمة قد ظهر.
ثم كتب هرقل إلىٰ صاحب له برومية وكان نظيره في العلم، وسار هرقل إلىٰ حمص فلم ير حمصاً حتىٰ أتاه كتاب من صاحبه يوافق رأيه يقول: فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له في حمص([22])، ثم أمر بأبواب الدسكرة فغلّقت، ثم اطلع فقال: يا معشر الروم هل لكم في الفلاح والرشد وأن يثبت ملككم فتبايعوا هذا النبي، فحاصوا حيصة حمر الوحش إلىٰ الأبواب([23])، فوجدوها قد غلّقت فلما رأىٰ هرقل نفرتهم وأيس من الإيمان قال: ردوهم علي، ثم قال: إني قلت مقالتي آنفاً أختبر بها شدّتكم علىٰ دينكم، فقد رأيت فسجدوا له، فكان ذلك آخر شأن هرقل.
وهذا الرجل عزّت عليه الدنيا، وضنّ علىٰ ملكه، وخاف عليه، ونسي الآخرة، وهكذا الإنسان قد يضيع الخير العظيم ويضيع الآخرة التي هي دار القرار لدنيا تافهة قد يتنعم فيها، وقد لا يتنعم، ومن تنعم فيها غُمس غمسة واحدة في نار جهنم ثم يقال له: هل مرّ بك خير قط؟ هل مرّ بك نعيم قط؟ هل رأيت نعيماً قط؟ فيقول: لا لم أر نعيماً قط([24]).
وهنا قد يسأل سائل: هل أسلم هرقل؟
ظاهره هنا أنه أراد أن يسلم وأنه صدّق بالنبي ﷺ، ولكن لا يكفي مجرد التصديق ولابد من الإقرار، فالإيمان لا يكون بمجرد التصديق، فإبليس مصدق أن الله خالقه، وأن الله بارئه وأن الله مصوره، وأن الله له الأمر وله النهي سبحانه وتعالى ومع هذا لم يستجب.
وجاء أنه كتب من تبوك ــ أي هرقل ــ إلىٰ النبي ﷺ يقول: إني مسلم. فقال النبي ﷺ: «كذب، بل هو علىٰ نصرانيته»، وقال الحافظ ابن حجر: «في كتاب الأموال لأبي عبيد بسند صحيح من مرسل بكر بن عبد الله المزني أنه قال أي النبي ﷺ عن هرقل: كذب عدو الله ليس بمسلم»([25]).
([1]) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (1/449).
([4]) وهذه القصة وقعت لأبي سفيان قبل إسلامه، ولكنه حدّث بها بعد أن أسلم، وهي قصة عجيبة فيها من الفوائد والحكم والعبر الشيء الكثير.
([8]) بعد أن جاءته الرسالة من النبي، وأتىٰ بهذه الرسالة دحية بن خليفة الكلبي.
([9]) وهذه مسألة ينبغي أن نقف عندها قليلاً، أبو سفيان يقول هذا الكلام حال كفره ويستحيي من الكذب، والآن الملايين من المسلمين يكذبون ولا يستحون، فالله المستعان.
([10]) أي يمكن أن يغدر لا أدري، فهذه الكلمة الوحيدة التي استطعت أن أُلقي فيها شبهة علىٰ النبي الكريم ﷺ.
([11]) والرسل تبعث في نسب قومها؛ لأن لوطاً عليه السلام لما جاءه قومه يهرعون إليه يريدون ــ قبحهم الله ــ أن يفعلوا الفاحشة في الملائكة الذين زاروه قال مقولته التي ذكرها الله جل وعلا عنه: ﴿ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾ [هود: 80] أي ليس لي قبيلة تحميني وتدفع عني. وقال الله جل وعلا عن شعيب عليه السلام أن قومه لما يئسوا منه قالوا له: ﴿ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ﴾ [هود: 91]].
([12]) وهذا استدلال لطيف من هرقل.
([13]) وذلك أن بني إسرائيل ــ اليهود والنصارىٰ ــ كانوا يعرفون أن هذا أوان خروج نبي كريم، ولكن كانوا يظنون أن هذا النبي من بني إسرائيل، وعيسىٰ عليه السلام قد بشّر به، فقال الله تبارك وتعالىٰ عن عيسىٰ: ﴿ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ ٱلتَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي ٱسْمُهُ أَحْمَدُ﴾ [الصف: 6]، وبشر به موسىٰ كما في التوراة: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى ٱلْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ ٱلسُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي ٱلْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَٱسْتَغْلَظَ فَٱسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلْكُفَّارَ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 29]، فالقصد أن هرقل وغيره يعرفون أن هذا أوان خروج نبي كريم.
([14]) وهذه كلمات عظيمة يقولها ملك بين حاشيته وأمام أبي سفيان رأس الكفر في ذلك الزمان.
([15]) لأنه آمن بنبيه الذي بعث في قومه وهو عيسىٰ عليه السلام وآمن بمحمد ﷺ.
([16]) الأريسيون: هم الفلاحون وعامة الناس؛ لأن هذا سيكون هو السبب في صدهم ومنع الهداية من الوصول إليهم.
([18]) وابن أبي كبشة هو رسول الله ﷺ، وهذه يعيرونه بها كما يزعمون، وعلىٰ المشهور أن أبا كبشة هو زوج حليمة السعدية مرضعة النبي ﷺ، فحليمة السعدية تكون أماً له من الرضاعة وأبو كبشة زوجها يكون أباً له من الرضاعة، فإذا أرادوا أن يعيروا النبي ﷺ قالوا له: أنت ابن أبي كبشة.
([19]) وذلك أنه أسلم عام الفتح.
([22]) الدسكرة: بناء مثل القصر يكون للخدم والحواشي فيه بيوت كثيرة.
([23]) أي أرادوا الهرب، ومنه قول الله تبارك وتعالىٰ: ﴿أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا﴾ [النساء: 121].