غزوة بني المصطلق سنة (6هـ)
13-03-2023
وتسمى غزوة «المريسيع»، وكانت في السنة السادسة، وقيل: آخر السنة الرابعة من الهجرة، وسبب هذه الغزوة :أن النبي ﷺ بلغه أن رئيس بني المصطلق الحارث بن أبي ضرار سار في قومه ومن قدر عليه من العرب يريدون حرب رسول الله ﷺ، فبعث النبي بريدة بن الحصيب للتحقق من الأمر، فأتاهم ولقي الحارث بن أبي ضرار وكلمه، ثم رجع إلىٰ النبي ﷺ فأخبره أنهم قاصدون لقتاله، فلما تأكد النبي ﷺ من صحة الخبر ندب الصحابة وأمرهم بالخروج، وخرج معه جماعة من المنافقين، وذلك أن المنافقين كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فلما سمع الحارث بن أبي ضرار بخروج رسول الله ﷺ خاف خوفاً شديداً، وتفرّق عنه من كان معه من العرب، فلما وصل النبي ﷺ إلىٰ المريسيع وهو ماء لخزاعة، وراية المهاجرين كانت مع أبي بكر الصديق، وراية الأنصار كانت مع سعد بن عبادة.
قال ابن القيّم رحمه الله: «ولم يكن بينهم قتال وإنما أغار عليهم النبي ﷺ علىٰ الماء بعد أن فرّ أكثر مقاتليهم، فسبىٰ ذراريهم، وأخذ أموالهم كما جاء في «صحيح البخاري»([1]): أغار رسول الله ﷺ علىٰ بني المصطلق وهم غارّون. وكان من جملة السبي في هذه الغزوة جويرية بنت الحارث سيد قومه، وكانت في سهم ثابت بن قيس، فكاتبها والمكاتبة هي أن يقول لها: لك حريتك علىٰ أن تعطيني شيئاً من المال مثل مئة دينار أو مئتين حسب ما يتفق وإياها عليه، فلما سمع النبي ﷺ بذلك أدىٰ عنها، ثمّ تزوجها ﷺ وهي حرَّة، ولما سمع المسلمون بأن النبي ﷺ قد تزوج بجويرية أعتقوا من كان معهم من ذراري وسبي بني خزاعة، وقالوا: أصهار رسول الله ﷺ».
ووقعت حادثتان من رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول في تلك الغزوة.