آية بَيِّنة
13-03-2023
قال جابر: كنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة([1]) ما استطعنا تكسيرها، فجئنا إلىٰ الرسول ﷺ فقلنا: يا رسول الله هذه كدية عرضت في الخندق ما نستطيع عليها؟ فقال رسول الله ﷺ: «أنا نازل». ثم قام وبطنه معصوب بحجر، وكنا قد مضت علينا ثلاثة أيام لم نذق طعاماً، فأخذ النبي ﷺ المِعْوَل، فضربه فعاد كثيباً أهيَل أو أهيم([2]) ([3]).
وقال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك إلىٰ رسول الله ﷺ، فجاء فأخذ المعول، فقال: «بسم الله»، ثم ضرب ضربة، ثم قال: «الله أكبر، أُعْطيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأنظر إلىٰ قصورها الحمر الساعة». ثم ضرب الثانية فقطع من الصخرة وقال: «الله أكبر، أُعْطيتُ فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الأبيض الآن». ثم ضرب الثالثة فقال: «بسم الله» فقطع بقية الحجر وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني»([4]). فاستبشر الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنهم يعلمون أن النبي ﷺ صادق، فهذه ليست أول مرة يرون فيها آية علىٰ صدق رسول الله ﷺ.