المشهور عند أهل العلم بل شبه متواتر أن النبي ﷺ لم يُصلِّ علىٰ شهداء أحد، وإنما كفنهم في ثيابهم، إلا من لم يوجد له ثوب فكفن بغيره كمصعب ابن عمير وحمزة، حتىٰ قال النبي ﷺ: «يأتون يوم القيامة الجرح يثعب دماً، اللون لون الدم، والريح ريح المسك»([1]).

قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: قُتِل مصعب بن عمير وهو خير منّي، وكُفّن في بُردٍ، فإن غُطي رأسه بَدَتْ رجلاه، وإن غُطّيَت رجلاه بدا رأسه، وأنـزل رأسه وصار يبكي([2])، أي عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه.

والصحيح في الشهداء أن الصلاة عليهم جائزة، وهكذا كان فعل النبي ﷺ، أحياناً يصلي علىٰ بعض الشهداء وأحياناً يترك ﷺ([3]).

 

([1])             أخرجه البخاري (533)، ومسلم (1876)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

([2])            أخرجه البخاري (1275).

([3])            انظر: الموسوعة الفقهية» (26/272)، «الشرح الممتع» لابن عثيمين (5/291).