هجرة صهيب الرومي رضي الله عنه
13-03-2023
أسلم صهيب وظل في مكة فترةً من الزمن، ثم رأىٰ أن يهاجر إلىٰ المدينة، فلما أراد الهجرة جاءه كفار مكة، وقالوا: أتيتنا صعلوكاً فقيراً فكثر مالك عندنا، وبلغت الذي بلغت ثمّ تريد أن تخرج بمالك ونفسك، والله لا يكون ذلك.
سبحان الله! ما سرق مالهم ولا غشهم ولا راباهم، وإنما اشتغل بعرق جبينه، ومع هذا قالوا له: لا تخرج أنت ومالك أبداً.
فقال لهم صهيب: أرأيتم إن جعلت لكم مالي أتخلّون سبيلي؟ قالوا: نعم. قال: فإني قد جعلت لكم مالي. فبلغ هذا الأمر رسول الله ﷺ فقال: «ربح صهيب، ربح صهيب»([1]).
وذكر بعض أهل العلم أن قول الله تبارك وتعالىٰ: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ٱبْتِغَاءَ مَرْضَاةِ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ﴾ [البقرة: 207] أنها نزلت في صهيب الرومي رضي الله عنه([2]).
([1]) أخرجه ابن حبان في «صحيحه» (7082).
([2]) انظر: «تفسير الطبري» (3/591)، «أسباب النزول» للواحدي (ص65 ــ 66).