إيمان الجن
12-03-2023
ثم سلَّاه الله تبارك وتعالىٰ بأمر آخر، وهو أنه في طريق عودته بعث إليه نفراً من الجن، والجن كالإنس مكلفون، مأمورون بالإيمان، منهيون عن الكفر، من أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصىٰ دخل النار، فبعث الله إلىٰ النبي ﷺ جماعةً من الجن ذكرهم الله تبارك وتعالىٰ فقال: ﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ ٱللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأحقاف: 29 ــ 31].
هكذا أرسل الله تبارك وتعالىٰ نفراً من الجن([1]) كأنه يقول لنبيه ﷺ إن كان أحزنك كفر أهل مكة وكفر أهل الطائف، وإيذاؤهم لك فقد أرسل الله تبارك وتعالىٰ إليك من آمن بك من الجن، وهذه لا شك تُفرح النبي ﷺ وتسعده.