دخل الأخنس بن شريق علىٰ أبي جهل فقال له: إني سائلك فاصدقني وليس هاهنا أحد يسمعنا؟ قال: سَلْ عما بدا لك. فقال: هل محمد صادق أم كاذب؟ قال أبو جهل: ويحك! والله إن محمداً لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي بالسقاية والرفادة والنبوة، فما يكون لسائر قريش؟ تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف، أطعموا فأطعمنا وأعطوا فأعطينا وحملوا فحملنا([1]) حتىٰ إذا تجاثينا علىٰ الركب وكنا كفرسي رهان قالوا: منا نَبِيٌّ. فأنَّا يدرك هذا؟ لا والله لا نصدقه أبداً([2]).

والأمر كما قيل: الفخر ما شهدت به الأعداء.

 

([1])             أي حملوا الديات.

([2])            أخرجه الطبري في «تفسيره» (11/333).