أنواع الوحي ستة كما قال أهل العلم:

الأول: الرؤيا الصادقة، وهي كانت مبدأ الوحي للنبي ﷺ كما قالت عائشة: فكان لا يرىٰ الرؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح([1]).

الثاني: ما كان يلقيه الملك في قلب النبي ﷺ، كقوله ﷺ: «إن روح القدس نفث في رُوعِي([2]): إن نفساً لن تموت نفس حتىٰ تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب»([3]).

الثالث: أن يتمثل الملك رجلاً، فيخاطب النبي ﷺ حتىٰ يَعِيَ عنه، كما في حديث جبريل لما جاء للنبي ﷺ وهو بين أصحابه يذكر حديث جبريل.

الرابع: أنه كان يأتيه كمثل صلصلة الجرس، وكان هذا أشده عليه حتىٰ إن جبين الرسول ﷺ ليتفصّد عرقاً في اليوم الشديد البرد([4]).

الخامس: أن يرىٰ الملك في صورته التي خلقه الله تبارك وتعالىٰ عليها فيوحي إليه ما شاء مثل ما جاءه جبريل في الغار.

السادس: ما يوحيه الله تبارك وتعالىٰ لنبيه ﷺ مباشرة بدون واسطة ملك، كما في معراجه ﷺ إلى السماء السابعة وفرض الصلاة عليه هناك.

 

([1])             تقدم تخريجه ص29.

([2])            الرُّوع: أي نفسه ﷺ.

([3])            أخرجه البزار في «المسند» (2914)، من حديث أبي أمامة رضي الله عنه.

([4])            أخرجه البخاري (50)، ومسلم (9)، من حديث عمر رضي الله عنه.