قبل البعثة
12-03-2023
كان النبي ﷺ في تلك الفترة يرعىٰ الغنم مقابل مال قليل لأهل مكة فعن جابر قال: كنا مع النبي ﷺ بمر الظهران([1]) ونحن نجني الكباث([2])، فقال النبي ﷺ: «عليكم بالأسود منه». قال: فقلنا يا رسول الله كأنك رعيت الغنم؟ قال: «نعم»([3]).
وقال ﷺ: «ما بعث الله نبياً إلا رعىٰ الغنم». فقال أصحابه: وأنت؟ قال: «نعم، كنت أرعاها علىٰ قراريط لأهل مكة»([4]).
قال أهل العلم: لعل الحكمة من إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التَّمَرُّن برعيها علىٰ ما يتلقونه من القيام بأمر أمتهم في مخالطة الغنم، ما يحصل لهم من الحلم والشفقة؛ لأنهم إذا صبروا علىٰ رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعىٰ، ودفع عدوها عنها؛ ألفوا من ذلك الصبر علىٰ الأمة، وخصّ الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها، ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر.
وبعد رعي الغنم اشتغل النبي ﷺ بالتجارة.
([2]) الكباث: ثمر الأراك «السواك».