شبهة تعري النبي ﷺ
12-03-2023
في «الصحيحين» عن جابر بن رضي الله عنهما يحدث أن رسول الله ﷺ كان ينقل معهم الحجارة للكعبة، وعليه إزاره. فقال له العباس عمه: يا ابن أخي! لو حللت إزارك، فجعلته على منكبك، دون الحجارة. قال: فحله، فجعله على منكبه، فسقط مغشياً عليه. قال: فما رؤي بعد ذلك اليوم عرياناً([1]).
وبدأ أهل البدع يشنعون كيف تعرى النبي ﷺ، فهذا كذب على النبي ﷺ كما يزعمون والرد على هؤلاء يكون بما يأتي:
أولاً: هذا الحديث صحيح الإسناد لا غبار عليه، فقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب كراهية التعري في الصلاة وغيرها.
فهذا الحديث قبل بعثة النبي ﷺ وقال الزهري رحمه الله: «لما بنت قريش الكعبة لم يبلغ النبي عليه الصلاة والسلام الحلم».
ثانياً: التعري عند أهل العلم يجوز إن كان لمصلحة شرعية راجحة، كجواز التعري أثناء العلاج، فتعري النبي ﷺ كان قبل البعثة أولاً، وثانياً كان لمصلحة لكي يضع ثوبه على عاتقه؛ لكي يتقوى بها على حمل الحجارة وعلى قربة يتقرب بها لله ــ جل وعلا ــ وهي بناء الكعبة.
كما حدث لنبي الله موسى عليه السلام لما اتهمه قومه برجولته، فبرأه الله مما قالوا، وهذا كما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراةً ينظر بعضهم إلى بعض وكان موسى ﷺ يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر([2])، فذهب مرةً يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه، فخرج موسى في إثره يقول: ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس، وأخذ ثوبه، فطفق بالحجر ضرباً»، فقال أبو هريرة: والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة([3]).
ثالثاً: ليس في الحديث أنه تعرى أمام الناس ﷺ،
رابعاً: حينما تعرى أمام عمه فقط لم يقر على ذلك وأغشي عليه وما رؤي عريانا بعد ذلك.