ولادة النبي ﷺ
12-03-2023
في شهر ربيع الأول علىٰ المشهور امتنَّ الله تبارك وتعالىٰ علىٰ البشرية بولادة سيد المرسلين وإمام المتقين وقائد الغر المحجّلين، وذلك بعد حادثة الفيل بأشهر في مكة المكرمة، وولد يتيم الأب؛ لأن أباه مات وأمه حامل به، وكانت ولادته ﷺ ولادة معتادة، ولم يتمكن المؤرخون ــ كما يذكر أهل العلم ــ من تحديد يوم مولده وشهره علىٰ وجه الدقة، أما يوم المولد من أيام الأسبوع فهو يوم الاثنين، كما قال النبي ﷺ: «ذاك يوم وُلدتُ فيه»([1])، ولكن في أي اثنين؟ الله أعلم.
قيل: في التاسع من ربيع الأول، وقيل: في الثاني عشر، وقيل: غير ذلك. وقيل: في رمضان، ولكن المشهور أنه في الثاني عشر من ربيع الأول. وتحديد يوم ميلاده ﷺ لا يرتبط به شيء من الناحية الشرعية، وأما ما يقوم به كثير من الناس في كثير من بلاد المسلمين من الاحتفال بيوم مولد النبي ﷺ، فإنه عمل غير صالح، وذلك لأمور منها:
أولاً: إنه لا يعرف مولده علىٰ وجه الدقة ﷺ.
ثانياً: لم يحتفل النبي ﷺ بيوم مولده في حياته أبداً مع أنه عاش ثلاثاً وستين سنة ﷺ.
ثالثاً: لم يحتفل الصحابة ولا التابعون ولا الأئمة المتبوعون بيوم مولده، ولو كان خيراً لسبقونا إليه.
رابعاً: إن النبي ﷺ لم يأمرنا بذلك مع أنه قال: «ليس شيءٌ يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا قد أمرتكم به»([2]).
خامساً: المتفق عليه بين أهل العلم أن الثاني عشر من ربيع الأول هو يوم وفاته ﷺ، فلو احتفلنا في هذا اليوم فكأننا نحتفل بيوم وفاته. فما لم يأمرنا به ﷺ فليس بخير، والخير كل الخير في الاتباع، والشر كل الشر في الابتداع، قال النبي ﷺ: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»([3])، أي: مردود علىٰ صاحبه.
([1]) أخرجه مسلم (1162)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه.
([2]) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (34332)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (9891)، من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.