خدمة فاطِمَةَ لأبيها
09-03-2023
عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعودٍ رضي الله عنه قالَ: «بيْنَما رَسولُ الله يُصَلّي عِنْدَ البَيْتِ وأبو جَهْلٍ وأصْحابٌ لَهُ جُلوسٌ وَقَدْ نُحِرَتْ جَزورٌ بِالأمْسِ، فَقالَ أبو جَهْلٍ: أيُّكُمْ يَقومُ إِلَى سَلا جَزورِ بَني فُلانٍ فَيأخُذُهُ فَيَضَعُهُ في كَتِفَيْ مُحَمَّدٍ إِذا سَجَدَ؟ فانْبَعَثَ أشْقَى القَوْمِ فأخَذَهُ، فَلَمّا سَجَدَ النبي ﷺ وَضَعَهُ بَيْنَ كَتِفَيْهِ. قالَ: فاسْتَضْحَكوا وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَميلُ عَلَى بَعْضٍ وأنا قائِمٌ أنْظُرُ، لَوْ كانَتْ لي مَنَعَةٌ طَرَحْتُهُ عَنْ ظَهْرِ رَسولِ الله ، والنبي ﷺ ساجِدٌ ما يَرْفَعُ رأسَهُ، حَتَّى انْطَلَقَ إِنْسانٌ فأخْبَرَ فاطِمَةَ، فَجاءَتْ ــ وَهي جويْريةٌ ــ فَطَرَحَتْهُ عَنْهُ، ثُمَّ أقْبَلَتْ عَلَيْهِمْ تَشْتِمُهُمْ»([1]).
وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أنَّهُ قالَ: «جُرِحَ وَجْهُ رَسولِ الله ، وَكُسِرَتْ رَباعيتُهُ، وَهُشِمَت البَيْضَةُ عَلَى رأسِهِ، فَكانَتْ فاطِمَةُ بِنْتُ رَسولِ الله ﷺ تَغْسِلُ الدَّمَ، وَكانَ عَلي بْنُ أبي طالِبٍ يَسْكُبُ عَلَيْها بِالمِجَنِّ، فَلَمّا رأتْ فاطِمَةُ أنَّ الماءَ لا يَزيدُ الدَّمَ إِلّا كَثْرَةً، أخَذَتْ قِطْعَةَ حَصيرٍ فأحْرَقَتْهُ حَتَّى صارَ رَماداً، ثُمَّ ألْصَقَتْهُ بِالجُرْحِ فاسْتَمْسَكَ الدَّمُ»([2]).
وَلَمّا ماتَ رَسولُ الله بَكَتْهُ وَقالَتْ: «يا أبَتاهُ، أجابَ رَبّاً دَعاهُ. يا أبَتاهْ، مَنْ جَنَّةُ الفِرْدَوْسِ مأواهْ. يا أبَتاهْ، إِلى جِبْريلَ نَنْعاهْ. فَلَمّا دُفِنَ قالَتْ فاطِمَةُ عَلَيْها السَّلامُ: يا أنَسُ، أطابَتْ أنْفُسُكُمْ أنْ تَحْثوا عَلَى رَسولِ الله ﷺ التُّرابَ»([3])؟
([1]) أَخْرَجَهُ البُخاري (237)، وَمُسْلِمٌ (1794).
([2]) أَخْرَجَهُ البُخاري (3847،2754)، وَمُسْلِمٌ (1790).
([3]) أَخْرَجَهُ البُخاري (4193) مِنْ حَديثِ أَنَسٍ رضي الله عنه.