عَنْ أُمِّ جَعْفَرٍ أنَّ فاطِمَةَ بِنْتَ رَسولِ الله ﷺ قالَتْ: «يا أسْماءُ، إِنّي قَد اسْتَقْبَحْتُ ما يُصْنَعُ بِالنِّساءِ؛ إِنَّهُ يُطْرَحُ عَلَى المَرْأةِ الثَّوْبُ فَيَصِفُها. فَقالَتْ أسْماءُ: يا ابْنَةَ رَسولِ اللهِ، ألا أُريكِ شَيْئاً رأيْتُهُ بِالحَبَشَةِ؟ فَدَعَتْ بِجَرائِدَ رَطْبَةٍ فَحَنَتْها، ثُمَّ طَرَحَتْ عَلَيْها ثَوْباً. فَقالَتْ فاطِمَةُ: ما أحْسَنَ هَذا وأجْمَلَهُ؛ تُعرَفُ بِهِ المَرْأةُ مِن الرَّجُلِ، فإذا مِتُّ أنا فاغْسِليني أنْتِ وَعَلي، وَلا تُدْخِلي عَلَيَّ أحَداً». فَلَمّا توفّيتْ غَسَلَها عَلي وأسْماءُ  رضي الله عنها([1]).

قالَ ابْنُ عَبْدِالبَرِّ رحمه الله: «فاطِمَةُ  رضي الله عنها أوَّلُ مَنْ غُطّي نَعْشُها مِن النِّساءِ في الإِسْلامِ عَلَى الصِّفَةِ المَذْكورَةِ في هَذا الخَبَرِ»([2]).

 

([1])       أَخْرَجَهُ أبو نُعَيْمٍ في «الحِلْيَةِ» (2/43)، والبَيْهَقي في «السُّنَنِ الكُبْرَى» (4/34).

([2])      الاسْتيعابُ (2/114).