اسمه ونسبه:

هو أبو عبد الرحمن معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي.

وأمه: هند بنت عُتبة بن َربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

يلتقي نسبه مع النبي ﷺ في عبد مناف من قبل أبيه وأمه.

مولده: وُلد قبل البعثة بخمس سنين على الأشهر، وقيل: بسبع، وقيل: بثلاث عشرة.

أزواجه: ميسون بنت بحدل الكلبية، ونائلة بنت عمارة الكلبية، وقريبة بنت أبي أمية المخزومية، وفاختة بنت قرظة، وكنود بنت قرظة.

أولاده الذكور: عبد الرحمن، ولم يعقب، ويزيد الذي تولى الخلافة، وله عقب، وعبد الله، ولا عقب له من الذكور.

أولاده الإناث: هند، ورملة، وصفية، وأمة رب المشارق، وعاتكة.

وبعد إسلام أبيه أبي سفيان رضي الله عنه: انتقل وأهله إلى المدينة، وآخى رسول الله ﷺ بين معاوية والحتات بن يزيد المجاشعي، وتوفي النبي ﷺ وهو عن معاوية راض.

تاريخ إسلام معاوية رضي الله عنه:

اختلف العلماء في تحديده على قولين مشهورين:

أحدهما: أنه أسلم في فتح مكة سنة ثمان.

والآخر: أنه قبل ذلك.

ولكن يفصل الخلاف ما رواه ابن عباس رضي الله عنه، عن معاوية رضي الله عنه قال: «قَصَّرتُ عن رسول الله ﷺ بمشقص»([1]).

وقوله: «قصَّرت»، الظاهر أن ذلك كان في حجٍّ أو عمرة، وقد ثبت أنه ﷺ حلق في حجته، فتعينَ أن يكون في عمرة، ولا سيما وقد روى مسلم في هذا الحديث أن ذلك كان بالمروة، ولفظه: قصرتُ عن رسول الله ﷺ بمشقص وهو على المروة، أو رأيته يُقصّر عنه بمشقص وهو على المروة. وهذا يحتمل أن يكون في عمرة القضية أو الجِعرَّانة.

وقد أخرج بن عساكر([2]) تصريح معاوية بأنه أسلم بين الحديبية والقضية، وأنه كان يخفي إسلامه خوفًا من أبويه.

وكذلك رجَّح الحافظ ابن حجر([3]) أن معاوية رضي الله عنه أسلم سنة سبع من الهجرة.

وقال الحافظ الذهبي: «أسلم قبل أبيه في عمرة القضاء، وبقي يخاف من الخروج إلى النبي ﷺ من أبيه»، ثم قال: «وأظهر إسلامه يوم الفتح»([4]).

وأما قول غُنيم بن قيس: سألت سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن المتعة([5])؟ فقال: فعلناها وهذا يومئذ كافر بالعرش، يعني بيوت مكة([6]). فلعل سعدًا لم يعلم بإسلامه؛ لأنه كان يخفيه، والله أعلم.

مكث أميرًا على الشام في خلافة عمر، وعثمان، وعليٍّ، عشرين سنة، ثم خليفةً للمسلمين مثلها.

توفي بدمشق للنصف من رجب سنة ستين (60 هــ)، وصلى عليه الضحاك بن قيس الفِهري.

قبر معاوية رضي الله عنه: توفي معاوية رضي الله عنه في دمشق، ودُفن فيها، واختُلف في موضع قبره، والموضع الأشهر عند المؤرخين والمعروف اليوم: هو في الركن الجنوبي لمقبرة باب الصغير، داخل غرفة طينية صغيرة متهدمة، وقربه قبور العلماء: نصر المقدسي، وابن عساكر، وابن رجب، والبرهان الناجي، وغيرهم.

وعاش معاوية ثمانية وسبعين عامًا (78)، وقيل غير ذلك.

 

([1])     أخرجه البخاري (1730)، ومسلم (1246).

             والمِشْقَصُ هو: نصل السهم إذا كان طويلًا غير عريض. النهاية في غريب الحديث والأثر (2/490).

([2])    تاريخ دمشق (59/66، 67).

([3])    في الإصابة (9/231 ــ 232)، وجزم في تقريب التهذيب (6758)، أيضًا أنه أسلم قبل الفتح.

([4])    تاريخ الإسلام (4/308).

([5])    يعني متعة الحج. وقد أخرجه مسلم في كتاب الحج، وهو كذلك في الرواية التي بعدها.

([6])    صحيح مسلم (1225).