نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين 110 - النقاط 17 و 18
30-03-2023
[17، 18] ذكر أنّ كبار رواة الشيعة هم: بريد بن معاوية، وأبو بصيرٍ، وزرارة بن أعين، ومحمد بن مسلمٍ، وأنهم أمناء الله علىٰ حلاله وحرامه»؛ فسأتناول كلّ واحدٍ منهم بوقفةٍ:
أولاً: بريد بن معاوية:
فقد جاء عن أبي عبد الله قال: «لعن الله بريداً»([1]).
ثانياً: أبو بصيرٍ:
وهو ليث بن البختري، فعن حمّادٍ الناب قال: «جلس أبو بصيرٍ علىٰ باب أبي عبد الله ليطلب الإذن فلم يأذن له، فقال: لو كان معنا طبقٌ لأذن. قال: فجاء كلبٌ فشغر في وجه أبي بصيرٍ. قال: أفٍ أف ماهـٰذا؟ قال جليسه: هـٰذا كلبٌ شغر في وجهك»([2]).
وعن أبي يعقوب قال: «خرجت إلىٰ الوادي أطلب دراهم للحجّ، ونحن جماعةٌ وفينا أبو بصيرٍ المرادي. قال: قلت له: يا أبا بصيرٍ! اتّق الله وحجّ بمالك فإنك ذو مالٍ كثيرٍ. فقال: اسكت فلو أنّ الدنيا وقعت لصاحبك لاشتمل عليها بكسائه»([3]).
فمن هو صاحب أبي يعقوب الذي عناه أبو بصيرٍ؟ إنه الإمام الصادق كما ذكر ذٰلك هاشم معروف في كتابه، حيث قال: «والذين يكنّون بأبي بصيرٍ أربعةٌ» وذكر ليثاً منهم، ثم قال: «وكلّهم من المتّهمين، وأفضلهم كما يبدو من كتب الرجال ليث بن البختري حيث وثّقه جماعةٌ وطعن فيه آخرون، ونسبوا إليه ما يشعر بفساد عقيدته»([4]).
ثالثاً: زرارة بن أعين:
فقد سأل الصّادق أحد شيعته قال: «متىٰ عهدك بزرارة؟». قال: ما رأيته منذ أيامٍ. قال: «لا تبال، وإن مات فلا تشهد جنازته». قال: زرارة؟ متعجباً مما قال. قال [الصّادق]: «نعم زرارة، شرٌّ من اليهود والنّصارىٰ ومن قال إنّ الله ثالث ثلاثةٍ»([5]).
وقال أبو عبد الله الصّادق عن مسألةٍ نقلت عن طريق زرارة: «لاهـٰكذا سألني، ولاهـٰكذا قلت، كذب علي والله، كذب علي والله، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة»([6]).
بل إنّ زرارة هـٰذا كان يطعن في الإمام الصّادق، وذٰلك أنه سأل الإمام الصّادق عن التّشهّد؟ فأجابه، ثمّ سأله فأجابه، فخرج زرارة قائلاً: «فلما خرجت ضرطت في لحيتي وقلت: لا يفلح أبداً»([7]) يريد الصّادق.
رابعاً: محمد بن مسلمٍ:
عن أبي عبد الله قال: «لعن الله محمد بن مسلمٍ؛ كان يقول: إنّ الله لا يعلم الشّيء حتىٰ يكون»([8]).
فإذا كان هـٰؤلاء أوثق رواتهم، وهـٰذا حالهم؛ فكيف يعتمدون علىٰ نقلهم ونقل غيرهم، وإني أجزم بقلّة بضاعتهم في علم الحديث وضعف رواياتهم، ولن أنسىٰ تلك المقالة الشّهيرة عن الحرّ العاملي صاحب كتاب «وسائل الشيعة» الذي هو أحد أهمّ الكتب الحديثية عندهم، يقول الحرّ: «إنهم يوثّقون من يعتقدون فسقه وكفره وفساد مذهبه».
قلت: صدق الحرّ العاملي، وهـٰذا ظاهرٌ جداً؛ وها هو عبدالحسين أحد الذين يوثّقون الملعونين علىٰ لسان أئمّته، بل يجزم أنهم أوثق رواتهم، وهم أمناء الله علىٰ حلاله وحرامه.