نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين 110 - النقطة 16
30-03-2023
[16] اعتراضه علىٰ الإمام البخاري؛ لأنه يروي عن عمران وعكرمة، وترك الحسين والصّادق وباقي الأئمة من ولده؛ فأقول:
أولاً: إنّ البخاري لم ينصّ علىٰ تركه الرواية عن الحسن، والصّادق، والكاظم، والرّضا، والجواد؛ لعيبٍ فيهم، لا، ولكنه عمد في «صحيحه» إلىٰ ذكر الأحاديث التي وصلت إليه بأسانيد صحيحةٍ.
ثانياً: إنّ كتاب البخاري مختصرٌ لم يذكر فيه كلّ الأحاديث الصحيحة التي وصلته.
ثالثاً: لو كان أعرض عن مروياتهم لأنهم من آل البيت كما يزعم عبدالحسين؛ فلم إذن روىٰ عن: علي، والحسين، وعلي بن الحسين، والباقر، وابن عباس، وغيرهم من آل البيت.
رابعاً: إنّ البخاري لم يرو عن بعض الأئمة كالشّافعي وأبي حنيفة، وروىٰ عن عمر بن عبدالعزيز حديثاً واحداً، وعن أحمد بن حنبلٍ حديثين فقط مع أنه شيخه.
وها هو يتّهم البخاري بما وقع فيه بعض مصنّفيهم دون أن يتنبّه لذٰلك؛ فإني عندما رجعت إلىٰ أصحّ كتابٍ عندهم وهو «الكافي» وجدته لا يروي شيئاً عن الهادي علي بن محمد الجواد، وروىٰ حديثاً واحداً فقط عن الجواد، وروىٰ عن العسكري سبعة أحاديث، وعن الحسين ستّة عشر حديثاً، وعن الحسن عشرين حديثاً فقط.
علماً بأنّ مجموع أحاديث «الكافي»: ستة عشر ألف حديثاً، بينما مجموع أحاديث البخاري ــ دون المكرر ــ: ثلاثة عشر وخمسمئة وألفا حديثاً (2513).
وأمّا رواية البخاري عن: عمران بن حطان، ومروان، وعكرمة:
ــ فإنّ عكرمة ثقةٌ علىٰ الصحيح.
ــ وكذا مروان ثقةٌ في روايته.
وأمّا عمران؛ فهو وإن كان خارجياً، فإنه لم يعرف بالكذب، ولا يخفىٰ عليه أنّ علماء الحديث يروون عن المبتدعة بشرطين اثنين:
الأول: أن لا يكون من الغلاة الدّعاة إلىٰ البدعة.
الثاني: أن لا يكون الحديث المروي عنه في نصرة بدعته. وقد ذكر عبدالحسين في المراجعة (16) مجموعةً من الرواة رموا بالبدعة وروىٰ عنهم البخاري وغيره من أهل العلم. ومع هـٰذا كلّه؛ فقد روىٰ البخاري عن عمران؛ حديثاً واحداً في المتابعات، ولم يحتج به، كما ذكر ذٰلك الحافظ ابن حجرٍ في «هدي السّاري».