نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين 100 - الطريق الاول
29-03-2023
نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [100]
ذكر عبدالحسين مجموعةً من الأحاديث ــ التي ذكرها كثيراً ــ وادّعىٰ من خلالها ادّعاءين:
الأول: أنها صحيحةٌ.
الثاني: أنّ الصحابة خالفوها.
وذكر قبل ذٰلك أنّ كثيراً من الصّحابة كانوا يبغضون علياً ويعادونه، وقد فارقوه، وآذوه، وشتموه، وظلموه، وناصبوه، وحاربوه، فضربوا وجهه ووجوه أهل بيته وأوليائه بسيوفهم. وزعم أن هـٰذا كلّه معلومٌ بالضرورة! وهـٰذا الكلام باطلٌ جملةً وتفصيلاً.
ثمّ متىٰ كان هـٰذا البغض؟ أفي حياة النبي أم بعد وفاته؟ ومن هم هـٰؤلاء الكثير؟ وإن كان البغض في زمن النبي فما دليله؟ وإن كان بعد وفاته فما سببه؟ ومن هم الصحابة الذين زعم أنهم ضربوا وجهه ووجوه أهل بيته؟!
إنّ الصحابة ــ الذين اتّهمهم بهذا الزور والإفك ــ قومٌ هاجروا في سبيل الله تعالىٰ، وتركوا مساكنهم وأموالهم وأزواجهم وأولادهم وأوطانهم؛ رغبةً فيما عند الله تعالىٰ، ونصرةً لدين الله ورسوله، وتعرّضوا لقتال أهل الأرض، يا ترىٰ: ما مصلحتهم في محاربة علي ــ ابن عمّ نبيهم وختنه ــ وإيذائه ومعاداته؟!
أمّا الأحاديث التي ادّعىٰ صحّتها؛ فهذا بيان حالها:
[1] «من أطاع علياً فقد أطاعني»؛ حديثٌ ضعيف جداً؛ تقدّم تخريجه في المراجعة رقم (48)، الحديث (16)..
[2] «من فارقك يا علي فقد فارقني»؛ حديثٌ منكر؛ تقدّم تخريجه في المراكعة رقم (48)، الحديث (17).
[3] «يا علي أنت سيد في الدنيا»؛ حديثٌ موضوع؛ تقدّم تخريجه في المراجعة (48)، الحديث (20).
[4] «من سب علياً فقد سبني»؛ حديثٌ منكر؛ تقدّم تخريجه في المراجعة رقم (48) الحديث (18).
[5] «من آذي علياً فقد آذاني»؛ حديثٌ ضعيف؛ تقدّم تخريجه في المراجعة (48)، الحديث برقم (18/م).
[6] «من أحب علياً فقد أحبني»؛ حديثٌ صحيح؛ تقدّم تخريجه في المراجعة (48)، الحديث (16).
[7] «لا يحبك يا علي إلا مؤمن»؛ حديثٌ حسن؛ ويغني عنه ما ثبت في «الصّحيح» من حديث علي رضي الله عنه، قال: «والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة! إنّه لعهد النبي الأمّي إلي، أن لا يحبّني إلّا مؤمنٌ، ولا يبغضني إلّا منافقٌ»([1]).
[8] «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه»؛ حديثٌ مختلفٌ في صحّته كما في تقدم تخريجه في المراجعة (8)، الحديث (6)، ولا يدلّ علىٰ ما ذهب إليه الشيعة.
[9] «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم»: حديثٌ ضعيف؛ روي عن زيد بن أرقم من طرقٍ كلّها ضعيفةٌ:
[10] «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا»؛ حديثٌ ضعيف؛ تقدّم تخريجه بطرقه في المراجعة (8).
[11] «إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح»، حديثٌ ضعيف جداً؛ تقدّم تخريجه في المراجعة رقم (8)، الحديث (9).
[12] «النجوم أمان لأهل الأرض»؛ حديثٌ ضعيف جداً؛ تقدّم تخريجه في المراجعة رقم (11)، الحديث رقم (11).
فهل يصحّ له بعد ذٰلك أن يتّهم أصحاب محمد بأنهم عملوا بنقيض هـٰذه الأحاديث، وهي أحاديث باطلةٌ لم تثبت عنه كما رأينا في دراستها وتخريجها، وما ثبت منها ــ علىٰ قلّته ــ يدلّ علىٰ مناقب وفضائل آل البيت كغيرهم من سائر الصّحابة، وليس يدلّ علىٰ ما يزعمونه من أمر الإمامة التي أسّسوا عليها ديناً جديداً يخالف دين الإسلام.
وكذا لا يصحّ قوله: «إنهم جعلوا سبّه سنةً من سنن الخطباء في الجمع والعيدين»؛ فمن من الصحابة سبّه؛ حتىٰ يقال بعد ذٰلك إنهم جعلوا ذٰلك سنّةً؟
ولنا أن نسأل ونقول: بما أنّ هـٰذه النصوص بهـٰذه الكثرة؛ فلم لم يحتجّ بها علي علىٰ الصّدّيق وباقي الصحابة؟
الطريق الأول:
أخرجه التِّرمذي([2]) قال: حدثنا سليمان بن عبدالجبّار البغدادي، قال: حدثنا علي بن قادمٍ، قال: حدثنا أسباط بن نصرٍ الهمداني، عن السّدّي، عن صبيحٍ مولىٰ أمّ سلمة، عن زيد بن أرقم، به.
وأخرجه ابن ماجه([3])، وابن أبي شيبة([4])، وابن حِبّان([5])، والطبراني([6])، والحاكم([7])، من طريق مالك بن إسماعيل أبي غسّان، عن أسباطٍ، به.
فيه ثلاث عللٍ:
- صبيحٌ مولىٰ أمّ سلمة، ذكره ابن أبي حاتمٍ والبخاري ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً([8]).
وقال التِّرمذي: «ليس بمعروفٍ»([9])، وذكره ابن حِبّان في الثقات([10]).
وقال الذهبي: «وثّق»([11])، وقال ابن حجرٍ: «مقبولٌ»([12]).
- السّدّي، وهو إسماعيل بن عبدالرّحمن، وقد اختلف أهل العلم فيه:
المعدّلون:
وثقه أحمد والعجلي.
وقال ابن عدي: «مستقيم الحديث صدوقٌ لا بأس به».
وقال القطّان: «لا بأس به، ما سمعت أحداً يذكره إلّا بخيرٍ، وما تركه أحدٌ».
وقال النّسائي: «صالحٌ».
وضعّفه ابن معينٍ فكره ابن مهدي ذلك([13]).
المجرّحون:
قال ابن مهدي وابن معين: «ضعيف»([14]).
وقال أبو حاتمٍ: «يكتب حديثه ولا يحتجّ به». وقال أبو زرعة: «لينٌ»([15]).
وقال الطّبري: «لا يحتجّ به». وقال الساجي: «صدوقٌ فيه نظرٌ». وقال العقيلي: «ضعيف»، وقال الجوزجاني: «كذّابٌ شتّامٌ»([16]).
وذكره الذهبي في «الرّواة المتكلّم فيهم بما لا يوجب الرّدّ»([17])، وذكره في الضّعفاء([18]).
وقال ابن حجرٍ: «صدوقٌ يهم ورمي بالتّشيع»([19]).
- أسباط بن نصرٍ الهمداني، قال ابن معين: «ثقةٌ»([20])، وقال مرّةً: «ليس بشيءٍ»([21]). وقال البخاري: «صدوقٌ»([22]).
وقال النّسائي: «ليس بالقوي»([23]).
وقال حربٌ: «قلت لأحمد: أسباط بن نصرٍ الذي يروي عن السّدّي كيف حديثه؟ قال: ما أدري. وكأنّه ضعّفه»([24]).
وقال أبو حاتمٍ: «سمعت أبا نعيمٍ يضعّف أسباط بن نصرٍ وقال: أحاديثه عاميةٌ سقطٌ مقلوبة الأسانيد»([25]).
وقال أبو نعيمٍ أبو ــ في روايةٍ ــ أيضاً: «لم يكن به بأسٌ، غير أنّه أهوج»([26]).
وقد أنكر أبو زرعة علىٰ مسلمٍ إخراج حديثٍ أسباطٍ([27]).
وذكره الذهبي في «الرّواة المتكلّم فيهم بما لا يوجب الرّدّ»([28])، وذكره في الضّعفاء([29]).
وقال ابن حجرٍ: «صدوقٌ كثير الخطأ يغرب»([30]).
([8]) «الجرح والتعديل» (4/449)، «التاريخ الكبير» (4/317).
([12]) «تقريب التهذيب» (2900).
([13]) انظر: «التهذيب» (1/314).
([14]) «ميزان الاعتدال» (1/236)، «التهذيب» (1/314).
([15]) «الجرح والتعديل» (2/185).
([18]) «المغني» (1/83)، و«الديوان» (420).
([20]) «الجرح والتعديل» (2/332).
([21]) «تهذيب التهذيب» (1/211).
([23]) «الجرح والتعديل» (2/332).