حكم العاطفة يوم زفت أسماء بنت النعمان عروساً إلىٰ النبي
28-03-2023
[2] قوله: «ولا تنس نزولها علىٰ حكم العاطفة يوم زفت أسماء بنت النعمان عروساً إلىٰ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت لها: إن النبي ليعجبه من المرأة إذا دخل عليها أن تقول له: أعوذ بالله منك. وغرضها من ذلك تنفير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عرسه..».
قلت: هذا الحديث له طريقان أحدهما إسناده ضعيف جداً، والثاني إسناده موضوع.
الطريق الأول:
أخرجه ابن سعدٍ([1])، قال: أخبرنا الضحاك بن مخلد الشيباني قال: أخبرنا موسىٰ بن عبيدة: حدّثني عمر بن الحكم: حدّثني أبو أسيدٍ، قال: تّزوّج رسول الله امرأةً من بلجون، فأمرني أن آتيه بها، فأتيته بها، فأنزلتها بالشّوط من وراء ذبابٍ في أطمٍ، ثم أتيت النبي ، فقلت: يا رسول الله! قد جئتك بأهلك، فخرج يمشي وأنا معه، فلمّا أتاها أقعىٰ، وأهوىٰ ليقبّلها، وكان رسول الله إذا اجتلىٰ.. فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: «لقد عذت معاذاً»، فأمرني أن أردّها إلىٰ أهلها، ففعلت.
فيه: موسىٰ بن عبيدة، وهو واهٍ([2]).
وأخرجه ابن سعد([3])، والحاكم([4])، عن هشام بن محمد، أن ابن الغسيل حدثه عن حمزة بن أبي أسيدٍ السّاعدي، عن أبيه ــ وكان بدرياً ــ قال: تزوّج رسول الله أسماء بنت النّعمان الجونية، فأرسلني، فجئت بها، فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة: أخضبيها أنت، وأنا أمشّطها. ففعلن، ثم قالت لها إحداهما: إنّ النبي يعجبه من المرأة إذا دخلت عليه أن تقول: أعوذ بالله منك. فلما دخلت عليه وأغلق الباب وأرخىٰ السّتر مدّ يده إليها، فقالت: أعوذ بالله منك. فقال رسول الله بكمّه علىٰ وجهه فاستتر به، وقال: «عذت بمعاذٍ» ثلاث مرّاتٍ. قال أبو أسيدٍ: ثمّ خرج علي فقال: «يا أبا أسيدٍ! لحقها بأهلها ومتّعها برازقيين» ــ يعني كرباسين ــ فكانت تقول: ادعوني الشّقية.
سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي: «سنده واهٍ»، وفيه: هشام بن محمد وهو ابن السائب الكلبي، قال الدارقطني: «متروك». وقال ابن عساكر: «رافضي ليس بثقة»([5]).