المراجعة المنسوبة لشيخ الأزهر سليم البشري رقم [69]

10 صفر سنة 1330 هـ

أهل السنة والجماعة ينكرون الوصية محتجين بما رواه البخاري في صحيحه عن الأسود، قال: ذكر عند عائشة رضي الله عنها، أن النبي أوصىٰ إلىٰ علي ؟ا، فقالت: من قاله؟ لقد رأيت النبي، وإني لمسندته إلىٰ صدري فدعا بالطست فانخنث فمات، فما شعرت، فكيف أوصىٰ إلىٰ علي؟

وأخرج البخاري في الصحيح عنها أيضاً من عدة طرق أنها كانت تقول: «مات رسول الله بين حاقنتي وذاقنتي»، وكثيراً ما قالت: «مات بين سحري ونحري»، وربما قالت: «نزل به ورأسه علىٰ فخذي»، فلو كانت ثمة وصية لما خفيت عليها.

وفي صحيح مسلم عن عائشة، قالت: «ما ترك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ديناراً ولا درهما ولا شاة ولا بعيراً ولا أوصىٰ بشيء» اهـ.

وفي الصحيحين عن طلحة بن مصرف، قال: سألت أبا عبد الله بن أبي أوفىٰ: هل كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أوصىٰ؟ قال: لا، فقلت: كيف كتب علىٰ الناس الوصية ــ ثم تركها ــ قال: أوصىٰ بكتاب الله» اهـ. وحيث أن هذه الأحاديث أصح من الأحاديث التي أوردتموها لثبوتها في الصحيحين دون تلك، كانت هي المقدمة عند التعارض وعليها المعول، والسلام. «س».