حديث أنت سيد ابن سيد
27-03-2023
[9] حديث: «أنت سيد ابن سيد، وأنت إمام ابن إمام أخو إمام أبو الأئمّة، وأنت حجّة الله وابن حجّته، وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم».
تخريج الحديث:
أخرجه الصّدوق([1])؛ من طريق أبان بن تغلب، عن سليم بن قيسٍ، عن سلمان به.
وأخرجه الصّدوق أيضاً([2]) من طريق أبان بن خلفٍ، عن سليم بن قيسٍ، عن سلمان الفارسي به.
وفي «كتاب سليم بن قيسٍ»([3]) من طريق أبان بن أبي عياشٍ، عن سليمٍ، عن سلمان به.
وأخرجه هاشمٌ البحراني([4]) من طريق الصّدوق، عن أبان بن أبي عياشٍ، عن سليمٍ، عن سلمان به.
سند الحديث ومتنه:
قال الصّدوق: حدثنا أبي ؟ا قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حمّاد بن عيسىٰ، عن عبد الله بن مسكان، عن أبان بن تغلب، عن سليم بن قيسٍ الهلالي، عن سلمان الفارسي ؟ا قال: دخلت علىٰ النبي ــ صلّىٰ الله عليه وآله ــ فإذا الحسين بن علي علىٰ فخذه، وهو يقبّل عينيه ويلثم فاه ويقول: «أنت سيدٌ ابن سيدٍ، أنت إمامٌ ابن إمامٍ أخو إمامٍ أبو أئمّةٍ، أنت حجّة الله، ابن حجّته، وأبو حججٍ تسعةٍ من صلبك، تاسعهم قائمهم».
دراسة إسناد الحديث:
أولاً: هذه الرواية مرسلةٌ؛ فأبان بن تغلب لم يرو عن سليم بن قيسٍ، وروايته عنه مرسلةٌ غير متّصلةٍ، والحديث شكّك في كونه متّصلاً علي أكبر الغفاري محقّق كتاب «إكمال الدين وتمام النعمة» للصّدوق؛ فقال: «كأنّ فيه إرسال([5]) [فلم يقل] أحدٌ من علماء الجرح والتعديل من الإمامية المتقدمين أو المتأخرين أنّ إبان بن تغلب سمع من سليم بن قيسٍ»([6]).
ثانياً: الصّواب أنّ أبان في هذه الرواية هو أبان بن أبي عياشٍ الضّعيف، وليس هو أبان بن تغلب، والدليل علىٰ ذلك ما أكّده آية الله العظمىٰ التستري بقوله: «خبرٌ رواه [في كتاب] «الخصال» في اثني عشرة عن ابن مسكان عن أبان بن تغلب عنه أي ــ سليم بن قيسٍ ــ عن سلمان، إلّا أنه يمكن أنّ «أبان» هذا كان مطلقاً مراداً به ابن أبي عياشٍ، فتوهّم إرادة ابن تغلب»([7]).
قال الخراساني الكرباسي: «وفي العيون أبان بن خلفٍ عن سليم بن قيسٍ عن سلمان الفارسي، ولعل اسم أبي عياشٍ خلفٌ أخر»([8]).
فالراجح أنّ أبان بن أبي عياشٍ هو الراوي عن سليم بن قيسٍ، وقد أكثر عنه، وهو الذي وضع وكذب علىٰ سليم بن قيسٍ، أمّا أبان بن تغلب فلم يرو عن سليم بن قيسٍ ولا روايةً.
والحديث فيه راويان مضعّفان عندهم:
- في سنده علىٰ ما حقّقناه أبان بن أبي عياشٍ، وهو ضعيف، وقد مرّ الكلام عليه في الحديث رقم (2).
- وفيه أيضاً: سليم بن قيسٍ، وهو ضعيف، وقد مرّ بنا سابقاً.
فالنتيجة أنّ الحديث ضعيف، ولا يخلو من أمرين:
الأول: إن كان الراوي هو أبان بن تغلب؛ فإنه مرسلٌ.
الثاني: إن كان الراوي هو أبان بن أبي عياشٍ، فهو ضعيف، وهو الراجح، وبناءً عليه فالحديث لا يصح.
([1]) «إكمال الدين» (9)، «الإمامة والتبصرة» (ص110)، «الخصال» (ص475).
([2]) «عيون أخبار الرّضا» (2/56).
([5]) هكذا هي والصّحيح: «إرسالاً».