[8] حديث: «يا ابن مسعود! علي بن أبي طالب إمامكم بعدي وخليفتي عليكم».

تخريج الحديث:

أخرجه الصّدوق([1])، وهاشمٌ البحراني([2])، من طريق الصّدوق.

سند الحديث ومتنه:

قال الصّدوق: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق ؟ا قال: أخبرنا أحمد([3]) بن محمد الهمداني قال: حدثنا محمد بن هشامٍ قال: حدثنا علي بن الحسن السّائح قال: سمعت الحسن بن علي العسكري يقول: حدّثني أبي، عن أبيه، عن جدّه ؟م قال: قال رسول الله ــ صلّىٰ الله عليه وآله ــ لعلي بن أبي طالبٍ عليه السلام: «يا علي! لا يحبّك إلّا من طابت ولادته، ولا يبغضك إلّا من خبثت ولادته، ولا يواليك إلّا مؤمنٌ، ولا يعاديك إلّا كافرٌ». فقام إليه  عبد الله بن مسعودٍ فقال: يا رسول الله! قد عرفنا علامة خبيث الولادة والكافر في حياتك ببغض علي وعداوته، فما علامة خبيث الولادة والكافر بعدك إذا أظهر الإسلام بلسانه وأخفىٰ مكنون سريرته؟ فقال عليه السلام: «يا ابن مسعودٍ! علي بن أبي طالبٍ إمامكم بعدي وخليفتي عليكم، فإذا مضىٰ فابني الحسن إمامكم بعده وخليفتي عليكم، فإذا مضىٰ فابني الحسين إمامكم بعده وخليفتي عليكم، ثمّ تسعةٌ من ولد الحسين واحدٌ بعد واحدٍ أئمّتكم وخلفائي عليكم، تاسعهم قائمٌ أمّتي.. ولا يواليهم إلّا مؤمنٌ، ولا يعاديهم إلّا كافرٌ، من أنكر واحداً منهم فقد أنكرني، ومن أنكرني فقد أنكر الله عز وجل، ومن جحد واحداً منهم فقد جحدني، ومن جحدني فقد جحد الله عز وجل».

تنبيه: لم يكمل الموسوي الحديث فبتر منه قوله: «ولا يواليهم إلّا مؤمنٌ، ولا يعاديهم إلّا كافرٌ.. ومن جحدني فقد جحد الله عز وجل»([4]).

دراسة إسناد الحديث:

الحديث مسلسلٌ بجماعةٍ من المضعّفين عندهم:

  1. في سنده: محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال محمد الجواهري: «لم تثبت وثاقته»([5]).

قلت: وغاية ما في الأمر أنه من مشايخ الصّدوق، وأنه ترضّىٰ عليه فقط، وقد مرّ في الحديث رقم (6) بيان حال من ترضّىٰ عليه الصّدوق من مشايخه.

  1. وفيه أيضاً: علي بن الحسن السائح، قال محقّق كتاب «إكمال الدين»: «في بعض النّسخ علي بن الحسين».

قلت: أياً كان «ابن الحسن» أو «ابن الحسين»؛ فالرجل مجهولٌ، ولم أجد ترجمةً في كتب الجرح والتعديل.

  1. وفيه أيضاً: محمد بن هشامٍ، قال الحائري: «وفي كش([6]) ما يدلّ علىٰ أنه عامّي، إلّا أنّ بعض علماء الشيعة قالوا: إنها من باب التّصحيف، ولعلّها «عالم»، أو «عالمٌ إمامي»، ووقع سقطٌ كما نصّ علىٰ ذلك الوحيد البهبهاني، فالله أعلم»([7]).

 

([1])        في «إكمال الدين» (8).

([2])       «غاية المرام» (1/303).

([3])       في غاية المرام: «محمد» بدل «أحمد».

([4])       كما هو الحال في الحديث (4).

([5])       «المفيد» (ص483).

([6])       أي: في «رجال الكشي»، ترجمة هشام بن الحكم.

([7])        «منتهىٰ المقال» (6/225).