المراجعة المنسوبة لشيخ الأزهر سليم البشري 57
27-03-2023
المراجعة المنسوبة لشيخ الأزهر سليم البشري رقم [57]
25 المحرم سنة 1330 هـ
حمل الصحابة علىٰ الصحة يستوجب تأويل حديث الغدير متواتراً، كان أو غير متواتر؛ ولذا قال أهل السنة لفظ المولىٰ يستعمل في معان متعددة ورد بها القرآن العظيم، فتارة يكون بمعنىٰ الأولىٰ، كقوله تعالىٰ مخاطباً للكفار ﴿ مَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ﴾ [الحَديد: 15]، أي أولىٰ بكم، وتارة بمعنىٰ الناصر، كقوله عز اسمه ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: 11]، وبمعنىٰ الوارث، كقوله سبحانه ﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ ٱلْوَالِدَانِ وَٱلْأَقْرَبُونَ﴾ [النساء: 33]، أي ورثة وبمعنىٰ العصبة، نحو قوله عز وجل: ﴿ وَإِنِّي خِفْتُ ٱلْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي﴾ [مريم: 5]، وبمعنىٰ الصديق ﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا﴾ [الدخان: 41]، وكذلك لفظ الولي يجيء بمعنىٰ الأولىٰ بالتصرف كقولنا: فلان ولي القاصر، وبمعنىٰ الناصر والمحبوب، قالوا: فلعل معنىٰ الحديث من كنت ناصره، أو صديقه، أو حبيبه، فإن علياً كذلك، وهذا المعنىٰ يوافق كرامة السلف الصالح وإمامة الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم أجمعين.
وربما جعلوا القرينة علىٰ إرادته من الحديث، أن بعض من كان مع علي في اليمن رأىٰ منه شدة في ذات الله، فتكلم فيه ونال منه، وبسبب ذلك قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يوم الغدير بما قام فيه من الثناء علىٰ الإمام، وأشاد بفضله تنبهاً إلىٰ جلالة قدره، ورداً علىٰ من تحامل عليه، ويرشد بذلك أنه أشاد في خطابه بعلي خاصة، فقال: «من كنت وليه فعلي وليه»، وبأهل البيت عامة، فقال: «إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي»، فكان كالوصية لهم بحفظه في علي بخصوصه، وفي أهل بيته عموماً، وقالوا: ليس فيها عهد بخلافة، ولا دلالة علىٰ إمامة، والسلام. «س».