مراجعة الشيعي عبدالحسين 50
26-03-2023
مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [50]
13 المحرم سنة 1330 هـ
إن من كان مثلكم (ثاقب الرؤية، بعيد المرمىٰ، خبيراً بموارد الكلام ومصادره، بصيراً بمراميه ومغازيه، مستبصراً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحكمته البالغة، ونبوته الخاتمة، مقدراً قدره في أفعاله وأقواله، وأنه لا ينطق عن الهوىٰ)؛ لا تفوته مقاصد تلك «السنن»، ولا تخفىٰ عليه لوازمها عرفاً وعقلاً، وما كان ليخفىٰ عليك ــ وأنت من أثبات العربية وأسنادها ــ أن تلك «السنن» قد أعطت علياً من المنازل المتعالية ما لا يجوز علىٰ الله تعالىٰ وأنبيائه إعطاؤها إلا لخلفائهم وأمنائهم علىٰ الدين وأهله، فإذا لم تكن دالة علىٰ الخلافة بالمطابقة فهي كاشفة عنها البتة، ودالة عليها لا محالة بالدلالة الالتزامية، واللزوم فيها بين بالمعنىٰ الأخص. وحاشا سيد الأنبياء أن يعطي تلك المنازل الرفيعة إلا لوصيه من بعده، ووليه في عهده.
علىٰ أن من سبر غور سائر «السنن» المختصة بعلي، وعجم عودها بروية وإنصاف؛ وجدها بأسرها ــ إلا قليلا منها ــ ترمي إلىٰ إمامته، وتدل عليها إما بدلالة المطابقة، كالنصوص السابقة، وكعهد الغدير.
وإما بدلالة الالتزام كالسنن التي أسلفناها ــ في المراجعة 48 ــ، وكقوله صلى الله عليه وآله وسلم:
[1] «علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض».
[2] وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي مني بمنزلة رأسي من بدني».
[3] وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في حديث عبدالرحمن بن عوف: «والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلاً مني أو كنفسي..» ــ الحديث، وآخره: ــ فأخذ بيد علي، فقال: «هو هذا».
إلىٰ ما لا يحصىٰ من أمثال هذه «السنن»، وهذه فائدة جليلة ألفت إليها كل غواص علىٰ الحقائق، كشاف عن الغوامض، موغل في البحث بنفسه لنفسه، لا يتبع إلا ما يفهمه من لوازم تلك «السنن» المقدسة، بقطع النظر عن العاطفة، والسلام.«ش».