نقد مراجعة الشيعي عبدالحسين رقم [50]

أمّا قول عبدالحسين: «إن المنازل العالية لا تعطىٰ إلّا لخلفاء الأنبياء وأمنائهم علىٰ الدين وأهله». ثمّ زاد ثلاثة أحاديث، فيصير المجموع بأحاديث المراجعة السابقة ثلاثةً وأربعين، وحقيقتها واحدٌ وخمسون حديثاً، وها هو بيان درجة الأحاديث الثّلاثة:

[1] حديث: «علي مع القرآن، والقرآن مع علي، لن يفترقا حتىٰ يردا علي الحوض».

قلت: هذا حديثٌ ضعيف واهٍ؛ وقد تقدم في المراجعة (8)، الحديث (8) من رواية ابن عباس.

* * *

[2] حديث: «علي مني بمنزلة رأسي من بدني».

قلت: هذا حديثٌ ضعيف مردودٌ؛ تقدّم تخريجه في المراجعة (48)، الحديث (13)، من رواية البراء.

* * *

[3] حديث: «والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلاً مني أو كنفسي..» ــ الحديث، وآخره: ــ فأخذ بيد علي، فقال: «هو هذا».

قلت: هذا حديثٌ ضعيف.

أخرجه أبو يعلىٰ([1])، والبزار([2])، من طريق عبيد الله بن موسىٰ، عن طلحة، عن المطّلب بن عبدالله، عن مصعب بن عبدالرّحمن، عن عبدالرّحمن بن عوفٍ، قال: لمّا افتتح رسول الله مكّة انصرف إلىٰ الطّائف فحاصرها تسع عشرة أو ثمان عشرة، فلمّا يفتحها، ثمّ أوغل روحةً أو غدوةً ثمّ نزل، ثمّ هجّر، فقال: «أيها النّاس! إنّي فرطٌ لكم، وأوصيكم بعترتي خيراً، وإنّ موعدكم الحوض، والّذي نفسي بيده، فليقيموا الصّلاة، وليؤتوا الزّكاة؛ أو لأبعثنّ إليهم رجلاً منّي أو كنفسي، فليضربنّ أعناق مقاتلتهم، وليسبينّ ذراريهم». قال: فرأىٰ النّاس أنه أبو بكر أو عمر، فأخذ بيد علي فقال: «هو هذا».

فيه طلحة بن جبرٍ، قال ابن معينٍ: «لا شيء»([3]). وقال مرّةً: «ثقةٌ»([4]). وقال الجوزجاني: «مذموم في حديثه، غير ثقةٍ»([5]). وذكره ابن حِبّان في «الثّقات»([6])، وقال: «شيخ، يروي عن أبي جحيفة». وقال الطّبري: «لا تثبت بنقله حجّةٌ»([7]).

وفيه المطّلب بن عبد الله، قال الحافظ ابن حجر: «صدوقٌ كثير التّدليس والإرسال»([8])، ولم يصرح بالسماع.

وفيه مصعب بن عبدالرّحمن بن عوفٍ، لا يعرف، وقد ذكره ابن أبي حاتمٍ ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً([9]).

 

([1])        «المسند» (1/244).

([2])       «مسند البزار» (1050).

([3])       «الجرح والتعديل» (2/1/480).

([4])       «تاريخ الدارمي»  (447).

([5])       «أحوال الرجال» (45).

([6])       «الثقات» (4/394).

([7])        «لسان الميزان» (3/210).

([8])       «تقريب التهذيب» (6756).

([9])       «الجرح والتعديل» (8/303).