[40] قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا علي أخصمك بالنبوة فلا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع، ولا يحاجك فيها أحد من قريش: أنت أولهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية».

قلت: هذا حديثٌ موضوع.

أخرجه أبو نعيمٍ([1])، ومن طريقه ابن عساكر([2])، من طريق خلف بن خالدٍ العبدي البصري، حدثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبلٍ قال: قال النبي : «يا علي! أخصمك بالنبوة..» الحديث.

وفيه بشر بن إبراهيم الأنصاري، قال ابن حبان: «يضع الحديث علىٰ الثّقات»([3]). وقال ابن عدي: «هو عندي ممّن يضع الحديث على الثقات»([4]).

وله طريقٌ أخرى أخرجها أبو نعيم أيضاً([5])، حدثنا محمد بن المظفر، ثنا عبد الله بن إسحاق، ثنا إبراهيم الأنماطي، ثنا القاسم بن معاوية الأنصاري، حدثني عصمة بن محمد، عن يحيىٰ بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله  لعلي وضرب بين كتفيه: «يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة: أنت أول المؤمنين بالله إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية، وأقسمهم بالسوية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم مزية يوم القيامة».

وفيه: عصمة بن محمد، قال يحيىٰ: «كذّابٌ»([6]). وقال ابن الجوزي: «موضوع، والمتهم به بشر بن إبراهيم»([7])، وكذا قال الشوكاني([8]).

* * *

[40/م1] وعن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ص: «يا علي لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة: أنت أول المؤمنين بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرعية، وأقسمهم بالسوية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم مزية».

قلت: هذا حديثٌ موضوع.

أخرجه أبو نعيمٍ([9])، من طريق عصمة بن محمد، عن يحيىٰ بن سعيدٍ الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيدٍ قال: قال رسول الله  لعلي ــ وضرب بين كتفيه ــ: «يا علي! لك سبع خصالٍ لا يحاجّك فيهنّ أحدٌ يوم القيامة: أنت أوّل المؤمنين بالله إيماناً، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأرأفهم بالرّعية، وأقسمهم بالسّوية، وأعلمهم بالقضية، وأعظمهم مزيةً يوم القيامة».

فيه عصمة بن محمد، مرَّفي الحديث السابق أنه كذاب.

وهـٰكذا مرّت هـٰذه الأحاديث الأربعون أو بالأحرىٰ الثّمانية والأربعون: فأين أدلّة الإمامة، وأين الصّحيح منها، وأين العهد بالإمامة؟

وهل يصحّ له بعد ذٰلك أن يقول في خاتمة كلامه عليها: «إلىٰ ما لا يسع المقام استقصاءه من أمثال هـٰذه السنن المتضافرة المتناصرة»؟

أين النصوص الجلية الواضحة في النص علىٰ أولوية علي بالخلافة بعد رسول الله ؟

إنّ ما ذكره من نصوصٍ أكثره بين ضعيف وموضوع، وما صحّ منه إنّما يدلّ علىٰ فضل علي، وهـٰذا لا ينازع فيه مسلمٌ، بل حبّ علي إيمانٌ، وبغضه نفاقٌ.

 

([1])        «حلية الأولياء» (1/65).

([2])       «تاريخ دمشق» (42/58).

([3])       «المجروحين» (1/189).

([4])       «الكامل» (2/14).

([5])       «حلية الأولياء» (1/66).

([6])       «سؤالات ابن الجنيد» (691).

([7])        «الموضوعات» (1/343).

([8])       «الفوائد المجموعة» ص344.

([9])       «حلية الأولياء» (1/66).