يا علي أنت سيد في الدنيا
26-03-2023
[20] حديث: «يا علي أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي».
هذا حديثٌ موضوع.
أخرجه ابن عدي([1])، والحاكم([2])، والخطيب البغدادي([3])، وابن عساكر([4])، من طرقٍ، عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر، أخبرنا عبدالرزاق، أنبأ معمرٌ، عن الزّهري، عن عبيد الله بن عبدالله، عن ابن عباس، قال: نظر النبي إلىٰ علي فقال: «يا علي أنت سيد في الدنيا، وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي، وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك من بعدي».
وقال الحاكم: «صحيحٌ علىٰ شرط الشّيخين، وأبو الأزهر ــ بإجماعهم ــ ثقةٌ، وإذا انفرد الثّقة بحديثٍ؛ فهو علىٰ أصلهم صحيحٌ».
وقال الذهبي معقباً: «هذا وإن كان رواته ثقاتٍ؛ فهو منكر، ليس ببعيدٍ من الوضع؛ وإلّا لأي شيءٍ حدّث به عبدالرزاق سرّاً، ولم يجسر أن يتفوّه به لأحمد وابن معينٍ والخلق الذين رحلوا إليه، وأبو الأزهر ثقةٌ».
وقد سئل أبو حامدٍ الشّرقي عن حديث أبي الأزهر هـٰذا؟ فقال: «هـٰذا حديثٌ باطلٌ»([5]).
وقال ابن عدي: «عبدالرزاق من أهل الصّدق، وهو ينسب إلىٰ التّشيع، فلعلّه شبّه عليه لأنّه شيعي»([6]).
وقال ابن الجوزي: «هـٰذا حديثٌ لا يصحّ عن رسول الله ، ومعناه صحيحٌ، فالويل لمن تكلّف وضعه؛ إذ لا فائدة في ذٰلك»([7]).
وقال الذهبي: «كان عبدالرزاق يعرف الأمور، فما جسر يحدّث بهـٰذا الحديث إلّا سرّاً لأحمد بن الأزهر، ولم يجسر أن يتفوّه به لأحمد بن حنبلٍ وابن معينٍ».
والحديث أعله الألباني بعبدالرزاق الصنعاني، وقال: «إعلاله به أقرب؛ لأنّه وإنّ كان ثقةً فقد تكلّموا في تحديثه من حفظه دون كتابه.. ومع كونه ليس بصحيحٍ؛ فمعناه صحيحٌ؛ سوىٰ آخره، ففي النفس منها»([8]).
([3]) «تاريخ بغداد» (4/41 ــ 42).
([5]) «العلل لابن الجوزي» (1/219).