يا معشر الأنصار ألا أدلكم علىٰ ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً
26-03-2023
[8] حديث: «يا معشر الأنصار ألا أدلكم علىٰ ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً، هذا علي فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبرائيل أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل..».
هذا حديثٌ موضوع([1]).
أخرجه الطّبراني([2])، وأبو نعيمٍ([3])، عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا إبراهيم بن إسحاق الصّيني: حدثنا قيس بن الرّبيع، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن أبي ليلىٰ، عن الحسن بن علي مرفوعاً بلفظ: «يا أنس! انطلق؛ فادع لي سيد العرب» يعني علياً، فقالت عائشة رضي الله عنها: ألست سيد العرب؟ قال: «أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، يا معشر الأنصار! ألا أدلّكم علىٰ ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعده؟» قالوا: بلىٰ يا رسول الله . قال: «هذا علي؛ فأحبّوه بحبّي، وأكرموه لكرامتي، فإنّ جبريل أمرني بالّذي قلت لكم عن الله عز وجل».
قال الألباني: «هذا إسنادٌ مظلمٌ جداً، ليثٌ وقيسٌ ضعيفان، ونحوهما ابن أبي شيبة، وأمّا الصّيني؛ فهو شرٌّ منهم جميعاً؛ قال الدّارقطني: «متروك الحديث».
وذكر الألباني له شاهداً من حديث عائشة، بلفظ: «أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب».
أخرجه الحاكم ([4])، عن أبي حفصٍ عمر بن الحسنٍ الرّاسبي، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عنها.
قال الحاكم: «صحيح الإسناد؛ وفيه عمر بن الحسن، وأرجو أنه صدوقٌ، ولولا ذلك لحكمت بصحّته علىٰ شرط الشّيخين»! وردّه الذهبي بقوله: «قلت: أظنّ أنه هو الذي وضع هذا».
قال الألباني: «وذلك لأنّه مجهولٌ؛ فقد أورده في «ميزان الاعتدال»، وقال: «لا يكاد يعرف، وأتىٰ بخبرٍ باطلٌ، متنه: «علي سيد العرب»»([5]). لكن تابعه يحيىٰ بن عبد الحميد الحمّاني، أخبرنا أبو عوانة به. أخرجه ابن عساكر([6]) من طريقين عنه. لكنّ الحمّاني؛ اتّهمه أحمد وغيره بسرقة الحديث! مع كونه شيعياً بغيضاً، كما قال الإمام الذهبي([7]).
ثمّ أخرجه الحاكم([8]) من طريق الحسين بن علوان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة به. وردّه الذهبي بقوله: «قلت: وضعه ابن علوان».
وأخرجه أحمد([9])، وابن عساكر([10])، من طريق عبدالملك بم عبد ربه أبو إسحاق الطائي، قال: أخبرنا خلف بن خليفة، قال: سمعت ابن أبي خالد يقول: نظرت عائشة إلى النبي ﷺ فقالت: يا سيد العرب. فقال لها رسول الله ﷺ: «أنا سيد ولد آدم، وأبو بكرٍ سيد كهول العرب، وعلي سيد شباب العرب».
قال الألباني: «وهذا ــ مع انقطاعه([11]) ــ فيه خلف بن خليفة([12])؛ وكان اختلط في الآخر.
وذكر له الحاكم([13]) شاهداً من حديث جابرٍ مرفوعاً؛ من رواية عمر بن موسىٰ الوجيهي، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ. قال الذهبي: «عمر وضّاعٌ».
ثمّ روىٰ ابن عساكر من طريق أبي نعيمٍ([14])، عن عبيد بن العوام، عن فطرٍ، عن عطية العوفي، عن أبي سعيدٍ الخدري مرفوعاً بلفظ: «أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، وإنه لأوّل من ينفضّ الغبار عن رأسه يوم القيامة».
قلت [الألباني]: وهذا ضعيف منكر: عطية العوفي ضعيف مدلّسٌ([15]). وعبيد بن العوّام؛ لم أجد له ترجمةً» اهـ([16]).
([1]) انظر: «السلسلة الضعيفة» (10/511).
([5]) «ميزان الاعتدال» (6069).
([7]) «ميزان الاعتدال» (9567).
([11]) بين إسماعيل بن أبي خالدٍ وعائشة؛ قال إسماعيل: «بلغني».
([12]) «تقريب التهذيب» (1741)، قال الحافظ: «صدوقٌ اختلط في الآخر وادّعىٰ أنه رأىٰ عمرو بن حريثٍ الصّحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد».
([14]) «أخبار أصبهان» (1/308).