إن هذا أول من آمن بي
26-03-2023
[7] حديث: «إن هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين» الحديث.
هذا حديثٌ موضوع ورد عن غير واحدٍ من الصّحابة:
أولا: حديث أبي ذرٍّ:
ساقه الذهبي بإسناده([1]) من طريق أبي بكرٍ أحمد بن عمرٍو البزّار، قال: حدثنا عبّاد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافعٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي ذرٍّ، قال: سمعت رسول الله يقول لعلي: «أنت أوّل من آمن بي، وأنت أوّل من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصّدّيق الأكبر، وأنت الفاروق يفرق بين الحقّ والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين».
ثمّ قال الذهبي: «إسناده واهٍ».
وهو كما قال، فيه ابن أبي رافعٍ، شيعي ضعيف الحديث جداً، متروكٌ؛ تقدّم بيان حاله في تخريج الحديث رقم (4، 5) من المراجعة رقم (10).
وفيه عبّاد بن يعقوب الرّواجني الشيعي، مختلفٌ فيه([2])، والخلاصة من كلام النّقّاد فيه أنه «ضعيف فيما يرويه في نصرة رفضه وتشيعه المذموم من الغلو في آل البيت وشتم الصّحابة رضي الله عنهم جميعاً، كما هو الأمر في هـٰذا الحديث، وتقبل روايته فيما دون ذٰلك مع المتابعة كما فعل البخاري»، وقد تقدّم بيان حاله في المراجعة رقم (20).
ثانياً: حديث أبي ذرٍّ وسلمان الفارسي:
أخرجه الطّبراني([3])، قال: حدثنا علي بن إسحاق الوزير الأصبهاني، حدثنا إسماعيل بن موسىٰ السّدّي، حدثنا عمر بن (سعيد)([4])، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن أبي سخيلة، عن أبي ذرٍّ، وعن سلمان قالا: أخذ رسول الله بيد علي ؟ا، فقال: «إنّ هذا أوّل من آمن بي، وهو أوّل من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصّدّيق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمّة، يفرّق بين الحقّ والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظّالم».
قلت: هذا أيضاً إسنادٌ واهٍ، فيه أبو سخيلة الكوفي، مجهولٌ([5]).
وفيه أيضاً عمر بن سعد وهو النّصري، قال الحافظ ابن حجر: «عمر بن سعدٍ، يروي عن عمر بن عبد الله الثقفي عن أبيه عن جدّه، حدّث عنه إسماعيل بن موسىٰ، عداده في البصريين، قال البخاري: «لا يصحّ حديثه»([6])»([7]).
ثالثاً: حديث ابن عباس:
أخرجه ابن عدي([8]) قال: حدثنا علي([9])، حدثنا عبد الله([10])، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن عباية، عن ابن عباس؛ قال: ستكون فتنةٌ، فإن أدركها أحدٌ منكم فعليه بخصلتين: كتاب الله، وعلي بن أبي طالبٍ؛ فإنّي سمعت رسول الله يقول ــ وهو آخذٌ بيد علي ــ: «هذا أوّل من آمن بي، وأوّل من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمّة يفرّق بين الحقّ والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظّلمة، وهو الصّدّيق الأكبر، وهو بابي الذي أوتي منه، وهو خليفتي من بعدي».
وقال ابن عدي ــ بعد أن ساق له أحاديث ــ: «ولابن داهرٍ هذا غير ما ذكرت من الحديث، وعامّة ما يرويه في فضائل علي، وهو فيه متّهمٌ».
قٌلت: هذا الحديث موضوع في إسناده علّتان:
العلة الأولىٰ: في الإسناد عبد الله بن داهرٍ الرّازي، رافضي ضعيف، متّهمٌ بالوضع([11]).
العلة الثانية: داهر بن يحيىٰ الرّازي، أبو عبد الله بن داهرٍ، هو أيضاً كابنه رافضي ضعيف([12]). وقد ذكر الذهبي له هذا الحديث وآخر في التّشيع، ثمّ قال: «فهذا باطلٌ»([13]).
([1]) «سير أعلام النبلاء» (23/78).
([2]) انظر: «من تكلّم فيه وهو موثّقٌ» للذّهبي (178).
([3]) «المعجم الكبير» (6/269).
([4]) صوابه: «عمر بن سعد»، انظر: «الجرح والتعديل» (6/112)، «تهذيب الكمال» (23/306)، «لسان الميزان» (6/105).
([6]) «التاريخ الكبير» (6/158).
([9]) هو ابن سعيد بن بشيرٍ الرازي.
([11]) تقدّم في المراجعة (8)، الحديث (9).