إن الله عهد إليَّ في علي أنه راية الهدىٰ
26-03-2023
[6] حديث: «إن الله عهد إليَّ في علي أنه راية الهدىٰ، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين» الحديث.
هذا حديثٌ موضوع، روي من وجهين([1]):
الوجه الأول:
أخرجه أبو نعيمٍ([2])، وابن عساكر([3])، عن عبّاد بن سعيد بن عبّادٍ الجعفي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول، حدّثني صالح بن أبي الأسود، عن أبي المطهّر الرّازي، عن الأعشىٰ الثّقفي، عن سلامٍ الجعفي، عن أبي برزة قال: قال رسول الله : «إنّ الله تعالىٰ عهد إلي عهداً في علي، فقلت: يا ربّ! بينه لي؟! فقال: اسمع. فقلت: سمعت. فقال: إنّ علياً راية الهدىٰ، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتّقين، من أحبّه أحبّني، ومن أبغضه أبغضني,فبشّره بذلك». فجاء علي، فبشّرته، فقال: يا رسول الله، أنا عبدالله، وفي قبضته، فإن يعذّبني فبذنبي، وإن يتمّ الّذي بشّرتني به فالله أولىٰ بي. قال: «قلت: اللهم أجْلِ قلبه، واجعل ربيعه الإيمان». فقال الله: قد فعلت به ذلك، ثمّ إنّه رفع إليَّ أنّه سيخصّه من البلاء بشيءٍ لم يخصّ به أحداً من أصحابي، فقلت: يا ربّ أخي وصاحبي، فقال: إنّ هذا شيءٌ قد سبق، إنّه مبتلًىٰ، ومبتلًىٰ به».
قال الألباني: «وهذا إسنادٌ مظلمٌ جداً، ومتنٌ موضوع.. ورجاله كلّهم مجهولون لا يعرفون؛ لا ذكر لهم في كتب الجرح والتّعديل؛ سوىٰ اثنين منهم:
الأول: صالح بن أبي الأسود، لم يتكلّم فيه من المتقدّمين سوىٰ ابن عدي، فقال: «أحاديثه ليست بالمستقيمة، فيها بعض النّكرة، وليس هو بذاك المعروف»([4]). وقال الذهبي وتبعه العسقلاني: «واهٍ»([5]).
والآخر: عبّاد بن سعيدٍ الجعفي، ساق له الذهبي هذا الحديث؛ وقال: «باطلٌ، والسّند ظلماتٌ»، وكذا قال العسقلاني([6]).
الوجه الثّاني:
أخرجه ابن عدي([7])، وأبو نعيمٍ([8])، عن أبي عمرٍو لاهز بن عبدالله، حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه، عن هشام بن عروة عن أبيه قال: حدثنا أنس بن مالكٍ قال: بعثني النبي إلىٰ أبي برزة الأسلمي، فقال له وأنا أسمع: «يا أبا برزة! إنّ ربّ العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالبٍ؛ فقال: إنه راية الهدىٰ، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني. يا أبا برزة! علي بن أبي طالبٍ أميني غداً يوم القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، علي مفاتيح خزائن رحمة ربّي».
قال ابن عدي: «باطلٌ بهذا الإسناد، وهو منكر الإسناد، منكر المتن؛ لأنّ سليمان التّيمي عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أنسٍ؛ لا أعرف بهذا الإسناد غير هذا. ولاهز بن عبد الله مجهولٌ لا يعرف، والبلاء منه، ولا أعرف للاهزٍ غير هذا الحديث»([9]).
وقال الذهبي: «إي والله! من أبرد الموضوعات، وعلي؛ فلعن الله من لا يحبّه»([10]).
والحديث أورده ابن الجوزي في «الموضوعات»([11]).
([1]) انظر: «السلسلة الضعيفة» (10/505).
([5]) تقدّم في المراجعة (8)، الحديث (8).
([6]) تقدّم في المراجعة (8)، الحديث (8).