حديث المؤاخاة الأولىٰ
25-03-2023
[4] حديث المؤاخاة الأولىٰ: «والذي بعثني بالحق! ما أخّرتك إلّا لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسىٰ؛ غير أنه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي. قال علي: وما أرث منك يا رسول الله؟! قال: ما ورّثت الأنبياء من قبلي. قال: وما ورّثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربّهم وسنّة نبيهم. وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي.وأنت أخي ورفيقي. ثمّ تلا: ﴿ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحِجر: 47]، المتحابين في الله؛ ينظر بعضهم إلىٰ بعض».
قلت: الأحاديث الواردة في المؤاخاة قال عنها الحافظ العراقي: «كل ما ورد في أخوّة علي فضعيف لا يصحّ منه شيءٌ»([1]).
أخرجه عبد الله بن أحمد([2])، وابن عساكر([3])، كلاهما من طريق عبدالمؤمن بن عبّاد، قال: أخبرنا يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن زيد بن أبي أوفىٰ قال: دخلت علىٰ رسول الله مسجده، فذكر قصة مؤاخاة رسول الله بين أصحابه([4]). فقال علي: لقد ذهب روحي وانقطع ظهري، حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري؛ فإن كان هذا من سخط علي؛ فلك العتبىٰ والكرامة! فقال رسول الله ..» فذكره.
زاد ابن عساكر في طريق آخر: «عن رجل من قريش، عن زيد».
قال الألباني: «وهذا إسنادٌ ضعيف» وذكر فيه عدة علل، منها([5]):
- عبدالمؤمن، قال أبو حاتم: «ضعيف الحديث»([6]). وذكر له البخاري حديثاً وقال: «لا يتابع عليه»([7]). وذكره السّاجي وابن الجارود في «الضّعفاء»([8]).
- الرّجل القرشي لم يسمّ، فهو مجهول.
- عبد الله بن شرحبيل بن حسنة القرشي، قال ابن أبي حاتم: «روىٰ عن عثمان بن عفان، وعبدالرّحمن بن أزهر. روىٰ عنه الزّهري»([9]). وكذا في «التاريخ» للبخاري إلّا أنه زاد: «وسعد بن إبراهيم»([10]).
قال الألباني: «فقد روىٰ عنه ثلاثةٌ: الزّهري، وسعد بن إبراهيم، ويزيد بن معن ــ الراوي عنه هذا الحديث ــ؛ ولكنّي لم أجد ليزيد هذا ترجمةً! لكن قال الحافظ في ترجمة زيد من «الإصابة»: «ولحديثه طرقٌ عن عبد الله بن شرحبيل. وقال ابن السّكن: روي حديثه من ثلاث طرق ليس فيها ما يصحّ. وقال البخاري: لا يعرف سماع بعضهم من بعض، ولا يتابع عليه، رواه بعضهم عن ابن أبي خالد عن عبد الله بن أبي أوفىٰ، ولا يصحّ»([11]).
([1]) «تخريج إحياء علوم الدّين للغزالي» (2/190)
([2]) «زوائد فضائل الصحابة» (1085).
([4]) وقد ذكر ابن عساكر القصة بتمامها.
([5]) «السلسلة الضعيفة» (10/628).
([6]) «الجرح والتعديل» (6/66).
([7]) «التاريخ الكبير» (6/117).
([8]) «ميزان الاعتدال» للذهبي (5275).
([9]) «الجرح والتعديل» (5/81).