[3] حديث إن النبي ضرب بيده علىٰ منكب علي، ثم قال: «يا علي، أنت أول المؤمنين إيماناً، وأولهم إسلاماً، وأنت مني بمنزلة هارون من موسىٰ».

هذا الحديث مسلسلٌ بالخلفاء: المأمون، عن أبيه الرّشيد، عن أبيه المهدي، عن أبيه المنصور، عن أبيه، وهـٰؤلاء لا يعرفون بالرواية عند أهل العلم، وقد ذكره المتقي الهندي([1])، وقال: «فيه الأبزاري: كذابٌ».

أخرجه أبو أحمد الحاكم([2])، وابن عساكر([3])، كلاهما من طريق إبراهيم بن سعيد الجوهري وصي المأمون، حدّثني أمير المؤمنين المأمون، حدّثني أمير المؤمنين الرشيد، حدّثني أمير المؤمنين المنصور، عن أبيه، عن جدّه، عن عبد الله بن عبّاس، قال: سمعت عمر بن الخطّاب وعنده جماعةٌ فتذاكروا السابقين إلىٰ الإسلام، فقال عمر: أمّا علي؛ فسمعت رسول الله  يقول فيه ثلاث خصال؛ لوددت إن لي واحدةً منهنّ، فكان إلي أحبّ مما طلعت عليه الشّمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعةٌ من الصحابة؛ إذ ضرب النّبي  بيده علىٰ منكب علي فقال له..» فذكره.

قال الألباني ــ وقد حكم عليه بأنه «منكرٌ» ــ: «وهذا إسنادٌ مظلمٌ؛ ما بين والد المنصور ــ واسمه محمد بن علي بن عبد الله بن عبّاس ــ وإبراهيم بن سعيد الجوهري، من الملوك العبّاسيين؛ لا يعرف حالهم في الرواية، مع ما عرف عن المأمون ـ واسمه عبد الله ــ من التّجهّم، والمناداة بخلق القرآن، وامتحان العلماء وتعذيبهم به.

ثمّ إن الظاهر أن في الإسناد سقطاً بين الرّشيد ــ واسمه هارون ــ وبين المنصور ــ واسمه عبد الله ــ؛ فإن الرّشيد يرويه عن أبيه محمد المهدي عن أبيه المنصور، والله أعلم. ثمّ إن الجملة الأخيرة من الحديث صحيحةٌ ثابتةٌ في «الصّحيحين» وغيرهما من طرق، ولكنها مستنكرةٌ في هذا السّياق؛ لأن المعروف أن النّبي  قالها حينما خرج إلىٰ تبوك!»([4]).

 

([1])        «كنز العمّال» (36378).

([2])       «الأسامي والكنىٰ» (3/53 ــ 54).

([3])       «تاريخ دمشق» (42/167).

([4])       «السلسلة الضّعيفة» (10/634)